الغيبُ هو ما تتكلَّمُ به الملائكةُ في السَّماء أو في السَّحاب، هذا غيبٌ، تتكلّم الملائكةُ بشيءٍ، يعني الله -تعالى- أمرَ به أو أوحى به ثم يتكلَّم الملائكة فيسمعُهم الجنُّ بس [فقط]، اقرأه في الحديث: (إنَّ اللهَ إذا تكلَّمَ بالوحي ضربتِ الملائكةُ بأجنحتها..) الحديث، ومسترقُ السّمع هكذا بعضُه فوق بعض.. فربما أدركه الشّهاب.. فيسمعُ الجنيّ مُسترقُ السَّمع، يسمعُ الكلمةَ فيُلقيها إلى مَن تحتَه، فربَّما أدركَه الشهابُ قبل أن يُلقيها، وربَّما ألقاها قبل أْن يُدركَه حتى يوصلونها ويقرّها الشّيطانُ في أُذنِ الكاهن، فيكذبُ معها مئةَ كذبة، اقرؤوا الحديثَ في صحيح البخاري .
القارئ: يقول حيث إنَّه مِن المعلوم أنَّ الغيبَ لا يطلعُ عليه أحدٌ .
الشيخ: لا في [يوجد] يطّلع، الغيبُ الذي استأثرَ اللهُ بعلمه هذا ما يطَّلع، وأمَّا في [يوجد] غيوبٌ تطَّلعُ عليه الملائكةُ، اللهُ يُعلّمُهم والناس لا يعلمون، فالغيبُ غيبان: غيبٌ نسبيٌّ، بالنّسبة إلى بعض الخلق، وغيبٌ مُطلقٌ؛ فهذا لله وحده، ما استأثرُ اللهُ بعلمه، هذا لا يعلمُه مَلَكٌ مُقرَّبٌ ولا نبيٌّ مُرسَلٌ؛ مثل قيامِ السَّاعة، قيامُ السَّاعة مِن الغيب المطلق، لا الملائكة ولا غيرهم .
■المباحث والإختيارات
■المختارات