الرئيسية/فتاوى/حكم إدخال الأولاد في المدارس الأجنبية لتعلم الإنجليزية
file_downloadshare

حكم إدخال الأولاد في المدارس الأجنبية لتعلم الإنجليزية

السؤال :

هل يجوزُ للمسلم أن يُدخِل أولادَه في مدارس بريطانيَّة في المملكة بزعمه أنَّ هذه المدارس لا تتكلَّمُ معهم إلا بالإنجليزيَّة، فجميع المواد لا تُعطى لهم إلا بهذه اللغة ؟

تعليمُ اللغة الإنجليزيَّة هو مِن مظاهر التَّعليم لكلّ أحدٍ؛ للصّغار والكبار، والتوسُّعُ في هذا ؛ هذا مِن مظاهر التبعيَّةِ، ومِن مظاهر الاستعمار، المنهجُ هذا هو الذي فعله النَّصارى في بلاد المسلمين، فرضوا عليهم اللغةَ -لغتهم-. وإيجادُ المدارس التي تُعمِّقُ هذه النَّظرةَ وتُعظّمُ هذه اللغة ؛ هذه في الحقيقة تُوافقُ أهداف المحتلين لبلاد المسلمين، توافق أهدافهم، هذا شيءٌ يُحبونه ويعجبون به ويرضون به، إذا عرفوا أنَّ المسلمين وأنَّ أهل هذه البلاد يعتنون هذه اللغة ويعظّمونها، وهذا هو الجاري الآن اللغة الإنجليزية أقدس، بل هي المقدَّسة عند كثير مِن الناس، فالواحدُ يَعجبُ أنَّ ابنه يُحسنُ اللغةَ الإنجليزية ولا يبالي أنه يجهلُ قواعدَ النَّحو لا يُبالي ما يهمه ؛ هذا فساد، فسادٌ في التَّصوّر، تصوّرُ الأمورِ، هذا فسادٌ في الشَّخصية، هذا خللٌ في شخصية المسلم، أن تكون اللغةُ -لغةُ الكفار النَّصارى-، يعني ما جابوا لغة المسلمين "الأوردو" يقول تعلموها على شأن يتخاطبون مع إخوانهم مثلًا، لا، اللغةُ الإنجليزية هي التي لها السّيادةُ الآن والتَّعظيم والتَّبعيَّة، فتعميمُها في الحقيقة منكرٌ، تعميمُها والتوسُّعُ فيها، هي لو تدرَسُ دراسةً تخصّصية وبس [فقط]، ولكن إلحاقُ الواحد ولدَه في مثل هذه المدارس إذا كان المدرسون أيضًا مأمونين، أمَّا إذا كانوا أيضًا كفرةً أو متشبّهون بالكفرة فهذا خطرُه أعظمُ، إذا كانت هذه المدارس القائمونَ عليها والمدرسونَ فيها لا خطرَ منهم، قد يقال: إنَّ إدخالَ الطَّالب فيها خيرٌ مِن ابتعاثِه، إذا كان سيُبتعَث، إذا كان تردُّدٌ إمَّا أن يدخل أو يُبتعَث، نقول: لا دخله هنا ؛ لأنَّه ابتعاثه هناك المنهجُ التقليديُّ أنه يسكنُ مع أسرةٍ نصرانيَّة يتلقّنُ اللغةَ من أفواه أفراد الأسرة -البنت والعجوز والأب الشايب- يصيرُ ولد لهم، هذا انتكاسٌ وفسادٌ عريضٌ، الله يصلح أحوال المسلمين .
 
القارئ: السائلُ ذكرَ أنّها مدارس أطفال .
الشيخ:
لعلّه يتلقّن ثم يجي ما يعرف يتكلّم مع أمه وأبيه، خلاص ينسى اللغةَ العربية، لا لا، هذا إغراقٌ، هذا منذر يدلُّ على انهيارٍ في شخصية هذا الجنس من الناس، علِّمْ ولدك اللغةَ العربيةَ قبل أن يتكلَّم .