الرئيسية/المقالات/إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون

إنّ في ذلكَ لآياتٍ لقومٍ يتفكّرون
بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ..
كثيرٌ مِن النّاس لا يفكّر فيما يجري عليه مِن أقدار الله إلّا مِن حيث ما ينفعهُ وما يضرّهُ؛ فرحًا ويأسًا، مدحًا وذمّاً، ومِن ذلك: تقلّبات الأحوال في الليلِ والنهار، بالحرّ والبرد، وبين ذلك، وتصريفُ الرّياح عاصفة مثيرة للغبار، أو رخاء وصفاء.
كثيرٌ مِن النّاس لا يتفكّر في حكمة الله في تدبيره، وأنّ له -تعالى- في كلّ ما يجري مِن هذه الأحوال حكمًا بالغة، فهذه الأحوالُ والتّقلبات في الجوّ جاريةٌ على سنّة الله في ابتلاء العباد بالخير والشّر، كما قال تعالى: وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً(الأنبياء:35)
وكذلك هي آيات دالّةٌ على قدرته -تعالى- وحكمته، يُقَلِّبُ اللَّهُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصَارِ(النور:44)
كثيرٌ مِن النّاس يتبرّم ويسخطُ إذا حصل ما يكرهه، ويتكلّم بما فيه اعتراضٌ على الأقدار، وهو اعتراضٌ على مُقدِّر الأقدار، فمِن كلمات النّاس في ذلك: "الجو ما تعرفْ له، الجو متقلّب، الجو ما هو مضبوط، وش ها الغبار؟! وش هالحر؟! وش ها البرد؟!"
والواجبُ: استحضار التّدبير الإلهي؛ لتنطقَ الألسنُ بالحمدِ والتّسبيحِ والدّعاء.
وكذلك الرّياح فإنّها تهب بالخير والشر، وهي مُرسلةٌ بأمر الله، والله مصرّفها، فيجبُ على المسلم الحذر مِن سبّ الرّيح، ويُستحبُّ له الدّعاء بما ورد: (اللهمّ إنّي أسألكَ خيرَهَا وخيرَ ما فيها، وخيرَ ما أُرسلتْ به، وأعوذُ بكَ مِن شرّهَا وشرّ ما فيها، وشرّ ما أُرسلتْ بهِ)
والحمدلله، وصلى الله وسلم وبارك على نبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم. حرر في: 1434/5/15 هـ
 
أملاه:
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك