الحمدُ لله وحده، وصلّى الله وسلّم على مَن لا نبي بعده، أمّا بعد:
فإنّ مِن المقررات الدّراسيّة في المرحلتين الابتدائيّة والمتوسطة ما سمّي "لغتي الجميلة" و"لغتي الخالدة" يعنون بذلك: اللغة العربيّة، وهذا التّمجيد المزعوم يكذبه واقع اللغة العربيّة في الخطط والتّطبيق والنتائج، وفي منزلة "المتفوق" فيها توظيفًا واحتفاء، ولكن الذي يدلّ عليه الواقع في كلّ ذلك: أنّ اللغة المقدّسة هي اللغة الإنجليزيّة! فلماذا المغالطة والتّمويه والخداع والتلبيس على الناس؟!
لكن حُقّ للغة الإنجليزيّة أن تحظى بهذه المنزلة لدى المعجبين المفتونين بالغرب، وتلك مصيبة الأمة، إنّها التّبعيّة العمياء! وهذه اللغة المقدّسة -الإنجليزيّة- لا يستحي المفتونون مِن تعليمها للأطفال في الروضات، ولا يستكثرون ما ينفق مِن الأموال في سبيلها مِن مال الدّولة أو الأهالي، ونتيجة المتخرّج مِن المرحلة الثانويّة بعد ثمان سنين مِن دراسة اللغة الإنجليزيّة يمكن أن يقدر بنسبة خمسة بالمئة أو اثنين ونصف بالمئة، ويترجّح عندي: واحد بالمئة، فما أعظم خسارة الأمة بضياع أموالها وأوقاتها وقدراتها! فإلى الله المشتكى، وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ورحم الله شيخنا -الشّيخ عبدالعزيز السّلمان- الذي عرفَ سلفًا حقيقة تعليم اللغة الإنجليزيّة، فأفتى بجواز الغش في اختبار هذه اللغة، كما اشتهر عنه ذلك، لأنّها مع قبح تعميم تعليمها صارت حجر عثرة لكثيرٍ مِن الطلاب في طريق تخرجهم، فرحم الله ذلك الشّيخ، ما أبصره بالواقع! ونقول للسّاخرين به ما قال نوح عليه السلام: فَإِنَّا نَسخَرُ مِنكُم كَمَا تَسخَرُونَ [هود:38]. حرر في: 1435/2/30 هـ
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك