الرئيسية/المقالات/الله أشرف أسماء الله فلا تضعه في غير موضعه

الله أشرف أسماء الله فلا تضعه في غير موضعه

"الله" أشرف أسماء الله؛ فلا تضعه في غير موضعه

الحمدُ لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:

فإنّ لله أسماء سمّى بها نفسه، منها ما أنزله في كتابه، وما علّمه بعضَ خلقه، وما استأثر به في علم الغيب عنده، وله مِن هذه الأسماء تسعة وتسعون اسمًا، مَن أحصاها دخل الجنة، والاسم الجامع لمعاني أسمائه وصفاته وأفعاله هو "الله"، ولهذا قيل: إنّه الاسم الأعظم، وأصل معناه: الإله، قال ابن عباس: "الله ذو الألوهية"، وقد قيل فيه: إنّه أعرف المعارف، وهو أخص أسمائه به سبحانه، فلا يطلق بتفخيم اللام على غيره، وتبنى عليه سائر الأسماء، فتأتي الأسماء بعده صفة أو خبرًا، كقوله: (بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ) وقوله : (هو الله أحدٌ(.
وقد وردَ هذا الاسم في القرآن ألفين وسبعمئة مرة تقريبًا، وقد أكثر النّاس مِن الكلام في لفظ هذا الاسم مِن حيث استعماله واشتقاقه، والصّواب أنّه مشتق، فهو علم وصفة، علم متضمن لصفة الإلهيّة، وهو الاسم الذي تدخل عليه جميع حروف القسم، وهو أول كلمة في الصّلاة وأخر كلمة فيها، وأوّل كلمة في الأذان وآخر كلمة فيه، وأكثر ما ينادى بـه من حروف النداء بـ (يا) وقد تحذف ويُعوّض عنها (الميم) في آخره، فيقال: "اللهم" وقد يُذكر هذا الاسم مفردًا منصوبًا ومكرًرا تذكيرًا وتحذيرًا، كما تقول: اللهَ اللهَ فيما ملكت أيمانكم، وهو بتقدير فعل، أي: راقبوا الله، كما يكثر ورود الاسم الشّريف على ألسنة المسلمين في الدّعاء إعانة واستغاثة وغير ذلك، فيقولون في كل ذلك: يا ألله.

 

هذا؛ ومِن الخطأ الشّائع ذكر هذا الاسم الشريف مفردًا ومكررًا مع حذف الألف، في الجواب مكان: نعم، كما يقول بعضهم: اللهْ اللهْ، جوابًا لمن قال: هل حضرتَ؟

 ومن الخطأ كذلك: ذكر هذا الاسم مع (يا) النّداء مع حذف الألف مِن حرف النّداء ومِن الاسم الشّريف في مقام الاستنهاض، مكان "قم، وامش، واذهب"، فيقولون: يالله، وأصلُها: الأمر بالاستعانة بالله، وقد يكررونها كثيرًا غافلين عن أصل معناها، وللتصحيح يقال في الأول: نعم، وفي الثاني: يقال: يا ألله يا ألله، أي بإثبات الألف وقطع همزة الاسم الشّريف. والله أعلم، وصلّى الله وسلّم على محمّد.

فائدة: إطلاق "لفظ الجلالة" أو "اسم الجلالة" لا يُعرف إلا في لسان المتأخرين مِن العلماء، وبالاستقراء النّاقص لم نجده في كلام السّلف إلى الإمام ابن تيمية وابن القيم، فالأولى على الأقل اجتناب هذا الإطلاق، ويؤكّد ذلك أنّه لا يقال في الله: ذو الجلالة، وإن كان يقال في وصفه ذو العظمة، فالأولى أن يقال: لفظ الله أو الاسم الشريف. والله أعلم. حرر في  19-7-1433هـ

 

أملاه:
عبدالرّحمن بن ناصر البراك