الحمدُ لله، وبعد:
عمرُ الإنسان -وهو مدّة حياته في الدّنيا- هو رأسُ ماله، وربحُه فيه: بقدر ما يقضيه منه في العمل الصّالح، وخسرانُه فيه: بقدر ما يضيعه منه؛ فإن أضاعه في اللهو واللعب: خسرَ عمره وفاتته الأرباح، وإن أضاعه في المعاصي: خسرَ عمره، بل خسر نفسه.
فاغتنم أيّها العاقل صحتكَ قبل مرضكَ، وفراغكَ قبل شغلكَ، وحياتكَ قبل موتكَ، وفي الحديث عن النّبي -صلّى الله عليه وسلّم-: (نِعمَتانِ مَغبونٌ فيهما كثيرٌ مِن النّاسِ؛ الصّحةُ والفراغُ)
وإليك بعض ما قاله العلماء والحكماء في شأن حفظ الوقت:
– قال الحسن البصري-رحمه الله-: (أدركتُ أقوامًا كانوا على أوقاتهم أشدّ منكم حرصًا على دراهمكم ودنانيركم).
– وقال أبو الوفاء ابن عقيل -رحمه الله-: (إنّي لا يحلّ لي أن أضيعَ ساعةً مِن عمري، حتى إذا تعطّل لساني عن مذاكرة ومناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملتُ فكري في حالة راحتي وأنا مستطرح، فلا أنهضُ إلا وقد خطر لي ما أسطره).
– وقال ابن الجوزي بعدما ذكرَ أصنافًا مِن النّاس يضيّعون أوقاتهم بما لا ينفع، قال: (فعلمتُ أنّ الله تعالى لم يطلع على شرف العمر ومعرفة قدر أوقات العافية إلا مَن وفّقه وألهمه اغتنام ذلك).
حرر في عصر يوم الأحد الموافق ٩/ذو القعدة/١٤٣٤هـ