(28) الفصل الرابع: منهاج الإسلام (في الصحة – في الاقتصاد – في بيان الأعداء)

القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، قالَ الشيخُ عبدُ الرحمنِ بنُ حمَّادٍ العُمَر -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "الدِّين الحق":

قالَ رحمه الله:

الفصلُ الرابعُ: منهاجُ الإسلامِ:

وذكرُ تسعةِ أمورٍ ثمَّ قالَ رحمَهُ اللهُ:

عاشرًا: في الصحةِ:

جاءَتْ الشريعةُ الإسلاميةُ بأصولِ الطِّبِّ كلِّها، ففي القرآنِ العظيمِ وأحاديثِ الرسولِ محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- بيانٌ كثيرٌ مِن الأمراضِ النفسيَّةِ والجسميَّةِ، وبيانُ علاجِها الماديِّ والروحيٍّ، قالَ اللهُ تعالى: وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء:82] وقالَ الرسولُ محمَّدٌ -عليه الصلاة والسلام-: مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ دَاءٍ إِلَّا أَنْزَلَ لَهُ دَوَاءً، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَ، وَجَهِلَهُ مَنْ جَهِلَ، وقال: تَدَاوَوْا عبادَ اللهِ ولا تَدَاوَوْا بحرامٍ، وفي كتابِ "زادِ المعادِ في هدي خيرِ العبادِ" للعَلَّامةِ الإمامِ ابنِ القيِّمِ تفصيلُ ذلكَ، فَلْيُرَاجَعْ ذلكَ الكتابُ، فإنَّهُ مِن أنفعِ الكتبِ الإسلاميَّةِ وأصحِّها وأشملِها لبيانِ الإسلامِ، وسيرةِ خاتمِ المرسلينَ محمَّدٍ عليهِ الصلاةُ والسَّلامُ.

الشيخ: بأبي هو وأُمّي صلى الله عليه وسلم..

القارئ: قالَ:

أحدَ عشرٍ: الاقتصادُ والتجارةُ والصناعةُ والزراعةُ:

وما يحتاجُ إليهِ الناسُ مِن الماءِ والطعامِ والمرافقِ العامَّةِ، والتنظيمِ الذي يضمنُ لهم صيانةَ مُدنِهِم وقُراهُم، ونظافتَها وتنظيمَ السَّيرِ فيها، ومكافحةَ الغِشِّ والكذبِ إلى غيرِ ذلكَ، كلُّ هذا قدْ جاءَ في الإسلامِ بيانُهُ مُفصَّلًا على أكملِ وجهٍ.

اثنا عشرٍ: في بيانِ الأعداءِ الخَفيين وطريقِ الخلاصِ منهمْ:

بيَّنَ اللهُ -سبحانه- في القرآنِ الكريمِ لعبدِهِ المسلمِ أنَّ لهُ أعداءً تجرُّهُ إلى الهَلَاكِ في الدُّنيا والآخرةِ إذا انقادَ لها واتَّبَعَها، فحذَّرَهُ إيَّاها، وبيَّنَ لهُ طريقَ الخلاصِ منها، وهؤلاءُ الأعداءِ:

أولُهُمْ: الشَّيطانُ اللَّعينُ:

الذي يدفعُ بقيةَ الأعداءِ ويُحرِّكُها ضدَّ الإنسانِ، فهو عدوُّ أبينَا آدمَ، وأمِّنا حواء، الذي أخرجَهُما مِن الجنةِ، وهوَ العدوُّ الدَّائمُ لذريةِ آدمَ إلى نهايةِ الدُّنيا، يعملُ جاهِدًا على إيقاعِهِمْ في الكفرِ باللهِ حتَّى يُخلِّدَهُمُ اللهُ معَهُ في النارِ، والعياذُ باللهِ، ومَنْ عجزَ عَن إيقاعِهِ في الكفرِ عملَ على إيقاعِهِ في المعاصي التي تُعرِّضُهُ لغضبِ اللهِ وعذابِهِ.
والشيطانُ رُوحٌ يجري مِن الإنسانِ مَجْرَى الدَّمَ، يُوسوِسُ في صدرِهِ، ويُزيِّنُ لهُ الشرَّ حتَّى يوقعَهُ فيهِ إذا أطاعَهُ، وطريقُ الخلاصِ منهُ كمَا بيَّنَهُ اللهُ -سبحانه- هوَ أنْ يقولَ المسلمُ إذا غضبَ أو هَمَّ بارتكابِ معصيةٍ: "أعوذُ باللهِ مِن الشيطانِ الرَّجيمِ"، ولا يُعمِلُ غضبَهُ ولا يُقدِمُ على المعصيةِ، وأنْ يعلمَ أنَّ دافعَ الشرِّ الذي يحسُّ بِهِ في نفسِهِ إنَّما هوَ مِن الشيطانِ، لكي يوقعَهُ في الهلاكِ، ثمَّ يتبرَّأُ منهُ بعدَ ذلكَ، قالَ اللهُ تعالى: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].

العدوُّ الثاني: الهَوى:

ومنهُ ما قدْ يشعرُ بهِ الإنسانُ مِن رغبةٍ في رفضِ الحقِّ، وردِّهِ إذا جاءَ بهِ غيرُهُ، ومِن رغبةٍ في رفضِ حكمِ اللهِ -تعالى- وردِّهِ؛ لأنهُ خلافُ ما يريدُ، ومِنَ الهَوَى: تقديمُ العاطفةِ على الحقِّ والعدلِ، وطريقُ الخلاصِ مِن هذا العدوِّ هوَ أنْ يستعيذَ العبدُ باللهِ -تعالى- مِنَ اتِّباعِ هواهُ، وأنْ لا يستجيبَ لدافعِ الهَوَى فلا يتبعُهُ، بلْ يقولُهُ الحقُّ ويقبلُهُ ولو كانَ مُرَّا، ويستعيذُ باللهِ مِن الشيطانِ.

العدُوُّ الثالثُ: النفسُ الأَمَّارةُ بالسُّوءِ:

ومِن أمرِها بالسوءِ ما يشعرُ بِهِ الإنسانُ في نفسِهِ مِن رغبةٍ في فعلِ شهوةٍ محرَّمةٍ كالزِّنا وشربِ الخمرِ، والفِطْرِ في رمضانَ بدونِ عُذْرٍ مشروعٍ، ونحو ذلكَ ممَّا حرَّمَ اللهُ، وطريقُ الخلاصِ مِن هذا العدوِّ هوَ أنْ يستعيذَ باللهِ -تعالى- مِنْ شَرِّ نفسِهِ، ومِنَ الشَّيطانِ، ويصبرَ عَنْ فعلِ هذهِ الشهوةِ المحرَّمةِ، ويكفَّ عنها ابتغاءَ مرضاةِ اللهِ، كما يُصبِّرُ نفسَهُ عَن الأكلِ أو الشربِ الذي يشتهيهِ، لكنَّهُ يضرُّهُ لو أكلَهُ أو شَرِبَهُ، ويتذكرُ أنَّ هذهِ الشهوةَ المحرمةَ سريعةُ الزوالِ تَعقبُها حسرةٌ وطولُ ندامةٍ.
العدوُ الرابعُ: شياطينُ الإنسِ:

الشيخ: [....]..

القارئ: شيخُنا بقي ثلاثة أسطر ويدخل في شيء آخر...

الشيخ: طيب..

القارئ:

العدوُّ الرابعُ: شياطينُ الإنسِ:

وهُمْ عصاةُ بَنِي آدمَ الذينَ لعبَ بهمُ الشيطانُ، وصارُوا يفعلونَ المنكرَ ويُزيِّنُونَهُ لِمَنْ يُجالِسُهُم، وطريقُ الخلاصِ مِن هذا العدوِّ هوَ الحذرُ منهُ والبعدُ عنهُ وعدمُ مجالستِهِ.

أحسن الله إليكم...

الشيخ: انتهى؟

القارئ: نعم، الآن دخل الثالث عشر...

الشيخ: نعوذُ بالله مِن الشيطان وجنودِهِ، نعم يا محمد..

info

معلومات عن السلسلة


  • حالة السلسلة :مكتملة
  • تاريخ إنشاء السلسلة :
  • تصنيف السلسلة :العقيدة