الرئيسية/فتاوى/توجيه كلام الشيخ العثيمين في مسألة خلق أفعال العباد
file_downloadshare

توجيه كلام الشيخ العثيمين في مسألة خلق أفعال العباد

السؤال :

 أشكلَت عليَّ عبارةٌ للشيخِ ابنِ عثيمين -رحمه الله- في شرحِه للواسطيَّةِ في باب القدر، قال: "ووجهُ كونِه خالقًا لأفعالِ العباد أنَّ فعلَ العبدِ لا يصدرُ إلّا عن إرادةٍ وقدرةٍ، وخالقُ إرادةِ العبدِ وقدرتِه هو الله" وقالَ: "ووجهٌ ثان نظريٌّ أن نقولَ: الفعلُ وصفُ الفاعلِ، والوصفُ تابعٌ للمؤمنين..

: لا ؛ تابعٌ للموصوفِين .
القارئ: يقول: والموصوف تابع للمؤمنين .
الشيخ:
لا لا
طالب: الوصفُ تابعٌ للموصوفِين
طالب: الوصف تابع للموصوف -أحسن الله إليك-
الشيخ:
تابعٌ للموصوفِ : صح . للمؤمنينَ : غلطٌ .
القارئ: فكمَا أنَّ الإنسانَ بذاتِه مخلوقٌ للهِ فأفعالُه مخلوقةٌ لأنَّ الصفةَ تابعةٌ للموصوفِ، والإشكالُ هو: هل يُقالُ أنَّ اللهَ سبحانه خالقٌ لأفعالِ العباد، لأنَّه سبحانه خالقٌ للعبدِ نفسِه وليس مُباشرًا لفعلِ العبدِ .

الجواب: كلام ! لالهُ خالقُ كلِّ شيءٍ ؛ خالقُ الأسبابِ والمُسبَّبات، وخالقُ العباد، وخالقُ قدرِهم وصفاتهم وأفعالهم، كيف شاء، وكلمةُ "مُباشِر" ما لها مُوجِبٌ يعني، ما في شيء نقولُ أنَّ الله خلق هذا مباشرةً وخلق هذا لا مباشرةً بل بواسطة، كلمة "مُباشرة" ذي غير واردةٍ في المخلوقات، كلُّ المخلوقات ترجعُ إلى مشيئتِه وقدرته سبحانه وتعالى، فيخلقُ ما شاءَ كيف شاء، إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ [النحل:40]
فلا نقولُ أنَّ هذه أشياء .. الذي خلقه يعني يمكن نقول "مباشرةً" -على قولِه- خلقَ آدمَ بيده، أمَّا سائرُ المخلوقاتِ خلقَها بمشيئتِه وقدرتِه، خلقَ الملائكة مِن نورٍ، وخلقَ آدمَ مِن ترابٍ مِن طينٍ بيدَيه سبحانَه، ويخلقُ ما شاءَ، يخلقُ المُسبِّباتِ بالأسبابِ، فهو خالقُ الأسبابِ والمُسبَّباتِ .