الرئيسية/فتاوى/توجيه تعقيب الذهبي على القيرواني في لفظ بذاته
file_downloadshare

توجيه تعقيب الذهبي على القيرواني في لفظ بذاته

السؤال :

قالَ ابنُ أبي زيدٍ القيروانيُّ: "واللهُ فوقَ العرشِ بذاتِهِ" ثمَّ عقَّبَ الذَّهبيُّ بعدَ قولِهِ هذا: "وقد نقمُوا عليهِ قولَهُ: "بذاتِهِ" فليتَهُ تركَها". ما وجهُ الإشكالِ الَّذي ذكرَهُ الذَّهبيُّ؟ وهل هوَ صحيحٌ ؟

يعني السُّكوتُ.. لكن عندَ وجودِ المخالِفِ نعم نقولُ: بذاتِه، بذاتِه يعني: بنفسِهِ، هو نفسُهُ فوقَ العرشِ، هو نفسُهُ تعالى فوقَ العرشِ، فكأنَّ الذَّهبيَّ وجدَ أنَّ كلمةَ "بذاتِهِ" زائدةٌ على ما في النَّصِّ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وليسَ في شيءٍ "بذاتِهِ" أو "بنفسِهِ"، ولكن هذا هو المفهومُ، وأهلُ السُّنَّةِ والجماعةِ يقولون: إنَّه تعالى بنفسِهِ فوقَ العرشِ، والمنكرونَ للاستواءِ يقولونَ: سلطانُهُ، سلطانُهُ فوقَ العرشِ، سلطانُهُ وقدرتُهُ، يؤوِّلونَ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يعني: سلطانُه وقدرتُه وملكُه وما إلى ذلكَ.
فكلمةُ ابنُ أبي زيدٍ عندي إنَّها فيها تحقيقٌ لحقيقةِ الاستواءِ، واعتراضُ الذَّهبيِّ ليسَ إلَّا أنَّها لفظةٌ لم تأتِ في النَّصِّ، لكنَّها هي المفهومُ، فكأنَّ الذَّهبيَّ.. كأنَّه يقولُ: لا داعيَ إليها؛ لأنَّ هذا كلامٌ باطلٌ، ولهذا يقولُ: "يا ليتَه لم يقلْ ذلك"، ولو قالَ الذَّهبيُّ هذا في قولِهِ تعالى: وَهُوَ مَعَهُمْ [النساء:108]، يعني: بذاتِه يمكن تكونُ أقربَ إلى أنَّ الأولى التَّركُ، لأنَّ الإطلاقَ يُوهِمُ الحلولَ، أمَّا أنَّه فوقَ العرشِ بذاتِهِ فلا يُوهِمُ شيئًا باطلًا .