على كلِّ حال؛ العشر ذي الحجة مِن أيام الله المعظَّمة، فهي فُسَّر بها الأيام المعلومات التي قال الله فيها: لِّيَشۡهَدُواْ مَنَٰفِعَ لَهُمۡ وَيَذۡكُرُواْ ٱسۡمَ ٱللَّهِ فِيٓ أَيَّامٖ مَّعۡلُومَٰتٍ عَلَىٰ مَا رَزَقَهُم مِّنۢ بَهِيمَةِ ٱلۡأَنۡعَٰمِۖ [الحج: 28]، ووردَ فيها الحديثُ الصَّحيح عن ابن عباس كما في صحيح البخاري وغيره: (ما مِن أيَّامٍ العملُ الصَّالحُ فيهنَّ أحبُّ إلى الله مِن هذه الأيام) يعني أيام العشر، وفي الحديث الآخر: (فأكثروا فيهنَّ مِن التَّهليلِ والتَّحميدِ والتَّكبير).
وإطلاقُ حديث ابن عباس يدلُّ على فضلِ صيامها، والصَّدقة فيها، وتلاوة القرآن فيها؛ لعموم "ما مِن أيَّام العملُ الصَّالح فيهنَّ أحبُّ إلى الله مِن هذه الأيام"، حتى قال بعضُ أهل العلم: إنَّها أفضل مِن أيَّام العشر الأخيرة مِن رمضان، وجمعَ بعضُهم فقال: إنَّ ليالي العشر الأخيرة مِن رمضان أفضل، وأيام العشر أفضل، جمعًا بين الأدلَّة، فالله أعلم .