الرئيسية/فتاوى/كلمة بخصوص انتشار التنجيم وكثرة تداول أخبار المنجمين وتوقعاتهم
file_downloadshare

كلمة بخصوص انتشار التنجيم وكثرة تداول أخبار المنجمين وتوقعاتهم

السؤال :

انتشرَ في وسائلِ التَّواصُلِ مَن يتنبَّأُ بما في المستقبلِ وحدَّثَ عن أمورٍ سابقةٍ فوقعَتْ كما أخبرَ عنها، فما البيانُ الشَّافي في هذا، خاصَّةً أنَّهُ حدَّثَ بشيءٍ وقد وقعَ في المستقبلِ؛ لأنَّهُ انتشرَ بينَ النَّاسِ تداولُها وأصبحَ لهم متابعونَ، وكثرَ تداولُها في المجالسِ أنَّ فلانًا قالَ كذا وقد وقعَ كما أخبرَ؟

 

أمَّا مَن يخبرُ عن توقُّعٍ، يقولُ: يُتوقَّعُ أنْ يكونَ كذا، في الأمورِ الَّتي يمكنُ يدركُها النَّاسُ بالتَّدبُّرِ والنَّظرِ كما في التَّوقُّعاتِ المتعلِّقةِ بالسِّياسةِ مثلًا، أو التَّوقُّعاتِ الَّتي تُتوقَّعُ فيما له دلائلُ وأماراتٌ تتقدَّمُهُ، مثلُ الَّذين الآنَ يخبرونَ عمَّا يحصلُ من البردِ أو الحرِّ أو المطرِ أو ما أشبهَ ذلك، هذا توقُّعٌ لا إخبارٌ قطعيٌّ، بل يُتوقَّعُ، لأنَّهُ ظهرَ لهم بوسائلِهم مقدِّماتٌ، والإنسانُ بعينِهِ المجرَّدةِ يمكن أنْ يقولَ: نحنُ الآنَ في.. يُتوقَّعُ أنْ ينزلَ مطرٌ إذا رأى مثلًا السَّحابَ مقتربٌ أو السَّحابَ يعني ثقيلٌ وأسودُ، يقولُ: يُتوقَّعُ أنْ ينزلَ مطرٌ؛ لأنَّهُ رأى العلاماتِ، فهذهِ التَّوقُّعاتِ -المبنيَّةُ على دلائلَ عاديَّةٍ أو علاماتٍ كونيَّةٍ- لا بأسَ بها، ولكن لا يلزمُ مِن أنَّهُ صدقَ توقُّعُهُ في هذهِ المرَّةِ أنْ يصدقَ في كلِّ مرَّةٍ، بل مثلُ هؤلاء ظنونُهم تصدقُ وتكذبُ، تصدقُ وتكذبُ.