الرئيسية/فتاوى/هل عطل حد الردة في صلح الحديبية

هل عطل حد الردة في صلح الحديبية

السؤال :

سألني أحدهم عن فِعل النبي -صلى الله عليه وسلم- في صُلح الحديبية حينما قبِل شرط المشركين بعدم أحقية المسلمين المطالبة بأي شخص يعود إلى قريش، وتعليله -عليه الصلاة والسلام- قائلًا: إنَّه مَن ذهبَ منَّا إليهم فأبعده الله [1]  يقول: هل تم تعطيل حد الردة هنا؟ وكيف يُجمع بينه وبين الأحاديث الأخرى، مَن بدَّلَ دينَه فاقتلوه [2] ؟ بحثت على عُجالة، ولكن لم أجد مَن علَّق على هذه المسألة بشكل واضح في نظري، فآمل منكم الجواب والتفصيل. رعاكم الله.

 

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 أخرجه مسلم (1784) عن أنس بن مالك رضي الله عنه.
2 أخرجه البخاري (3017) عن ابن عباس رضي الله عنهما.

الحمد لله، وصلى الله وسلم على محمد، أما بعد:

فلا تعارض بين موافقة الرسول -صلى الله عليه وسلم- على هذا الشرط الذي ظاهره تقوية جانب المشركين، وما دلَّت عليه الشريعة من قتل المرتد؛ فإنَّ قتل المرتد إنَّما يجب إذا كان تحت سلطان المسلمين، وأما مَن فرَّ مِن المسلمين إلى المشركين فليس تحت سلطان المسلمين، وليس للمسلمين أن يطالبوا بتسليمه إذا كان قد شُرط عليهم في عقد صلح ألَّا يردوه، كما جرى في عقد صلح الحديبية، وقد بيَّن النبي -صلى الله عليه وسلم- الحكمة من قبول هذا الشرط التي ظهرت في الواقع بعد ذلك. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 9 ذي القعدة 1443هـ