الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:
فقد قال الله تعالى: مخاطبًا المؤمنين في شأن الصِّيام: {فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ} [البقرة:184] في موضعين[1] من آيات الصيام، والمعروف أن السِّمنة مرضٌ عضويٌّ، وإذا كان علاج مرض السِّمنة يولِّد للمصاب مرضًا نفسيًّا، فذلك مرضٌ على مرضٍ، أمَّا ما يتعلق بصيام هذا المريض فيُرجع إلى الطبيب المسلم الثقة؛ فإذا كان الصيام يزيد في مرضه أو يؤخر برأه، أو يولِّد له مرضًا آخر، فالعلماء متفقون على أنه يباح له الفطر؛ للآية الكريمة، وقد قال الله في آيات الصيام: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة:185]، وقال تعالى: {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ}[الحج:78]، فإذا كان المريض على ما وصفتُ، فينبغي ألَّا يصوم أخذًا برخصة الله، “والله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيتُه”[2]، والمسألة واضحة ولا إشكال فيها ولا تردد، والحمد لله رب العالمين.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 6 رمضان 1445هـ
[1] يريد شيخنا الآية التي بعدها، وهي بلفظ: ﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ [البقرة: 185]
[2] أخرجه أحمد (5866) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وصححه ابن حبان (2742)، وينظر: إرواء الغليل (564).