الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
لم يرد بذلك شيء، فالمشركين حكموا مكة في عهد النبي –صلى الله عليه وسلم- حتى فتحها الله له، ولا يمتنع أن يستولي عليها الكفار من مشركين أو يهود أو نصارى، ولا سيما إذا ذلّ المسلمون، وتركوا الجهاد في سبيل الله، فلا يؤمن أن يعاقبوا بتسليط العدو عليهم، وأخذ بعض ما في أيديهم من البلاد، وسنة الله ماضية في الابتلاء، ولهذا نقول: قد يُبتلى المسلمون باستيلاء الكفار على أعز البلاد عندهم كمكة والمدينة عقوبةً للمسلمين لقعودهم عن الجهاد، واستدراجًا للكفار ليزدادوا إثمًا، ولهم عذاب مهين؛ نسأل الله أن يرد المسلمون ردًا جميلًا فيقيموا دينهم، ويرفعوا راية الجهاد فتكون لهم العزة والانتصار، وللكافرين الذِّلَّة والصَّغار، وهو تعالى الواحد القهار العزيز الغفار، وبه نستجير من النار.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في يوم الخميس السابع والعشرين من شهر رجب من عام خمسة وأربعين وأربعمئة بعد الألف.