الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:
فإذا كان أهل القرية في ضرورة إلى هذا الطريق فلا بأس بنبش القبور التي تعترضه، وأمَّا ردم المقبرة بالحجارة؛ لتكون طبقة فوق القبور فإن هذا لا يرفع المفسدة، بل يعمِّي القبور، فلا تُتَّقى، بل يؤدي إلى امتهانها، ونبشُها ونقلُ رفاتها كما فعل في القبور الثلاثة أهونُ من ذلك، وكذلك وضع “بلكونه” تمتد فوق القبور هذا لا يجوز؛ لأنه يؤدي إلى أن يجلس الناس عليها، وربما يصلون فوقها، والصلاة فوق القبور حرام[1]؛ فافعل –أيها الأخ– ما تستطيع من منعهم، وما لا تستطيعه فلا حرج عليك؛ لأنه مِن فِعل غيرك؛ فإن الله قال: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن: 16]، وقال سبحانه: لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة: 286]، وقد بذلتَ ما تستطيع من مدافعة، والله يأجرُك على ذلك، وكما ذكرتُ لك سلفًا أن أهل القرية إذا كانوا في ضرورة إلى هذا الطريق ونبش القبور ونقل الرفات، فلا تعارضْ في ذلك. والله أعلم[2].
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 6 صفر 1446هـ
[1] ينظر: الكشف عن أبواب ومسائل كتاب التوحيد لشيخنا (ص391).
[2] ينظر: مجموع فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم (3/203)، وأحكام الجنائز وبدعها للألباني (ص298-299).