الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:
فلا فرق بين أن تقول: إن عيسى روح الله، أو: عيسى روح منه؛ وعليه فلا منافاة بين ما جاء في حديث الشفاعة وما في القرآن، وقد جاء في السنة في شأن عيسى ما يوافق لفظ القرآن، وهو حديث عُبادة بن الصامت -رضي الله عنه- المتفق عليه عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، قال: مَن شهدَ أن لا إله إلَّا الله وحده لا شريكَ له، وأنَّ محمَّدًا عبدُه ورسوله، وأنَّ عيسى عبد الله ورسوله، وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه الحديث[3]. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 29 ربيع الأول 1445هـ
[1] مراد السائل: فتوى نُشرت في الموقع الرسمي برقم: (11109) بعنوان: هل صح في السنة أن عيسى هو روح الله؟ وقال شيخنا: أن الذي جاء في السنة كما جاء القرآن…ثم ذكر حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه الآتي، ولم يذكر حديث الشفاعة، والسائل أراد تنبيه شيخنا لورود هذا اللفظ “روح الله” في السنة. وبين شيخنا- سدده الله- أن هذا من باب إضافة المخلوق إلى خالقه، فهذه الإضافة إضافة تشريف. وينظر: الكشف عن مقاصد أبواب مسائل كتاب التوحيد (ص53).
[2] أخرجه البخاري (7440) -واللفظ له-، ومسلم (193).
[3] أخرجه البخاري (3435) -واللفظ له-، ومسلم (28).