الرئيسية/فتاوى/حكم كتابة آيات قرآنية ومحوها في الماء وشربها للاستشفاء

حكم كتابة آيات قرآنية ومحوها في الماء وشربها للاستشفاء

السؤال :

 والدتي شفاها الله تعاني مِن بعض الأمراض وقد أعطتها إحدى رفيقاتها ورقة مطبوعًا عليها بالزعفران بعض آيات القرآن منتقاة من سور متعددة (كما في الصورة المرفقة)، ووالدتي تنقع هذا الورقات في كوب ماء ثم تشربه (مرفق صورة أيضًا)، ما ترون في ذلك؟ جزاكم الله عنا وعن والدتي والمسلمين خيرًا.

 

الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:

فالعلاج بكتابة بعض الآيات على ورق أو صحون، ثم محوها في ماء وشربه فقد كان مشايخنا يرخِّصون فيه[1]، وقد يفعله بعضهم، ويروون في ذلك أثرًا عن ابن عباس[2]، ولكن الشأن في الكاتب وما يكتب؛ فإذا كان ثقة، وذا بصيرة في دينه، ويكتب من الآيات ما دلَّت السنة على تخصيصها[3]؛ كالفاتحة، وآية الكرسي، وآخر آيتين من البقرة، وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص والمعوِّذتين، والآيات التي فيها تعويذٌ، لذلك أقول: لا حرج على والدتك ما تفعله من الاستشفاء بالماء المنقَّع في هذه الأوراق، وإن تيسَّر الاقتصار على الرقية على ماء أو عسل من بعض الصالحين الذين يُرجى استجابة دعائهم؛ فعندي أنه أولى، قال ابن القيم رحمه الله: “ورخَّص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربِه، وجَعْلِ ذلك من الشِّفاء الذي جَعَلَ الله فيه”. انتهى من “زاد المعاد”[4]. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 13 ربيع الآخر 1445هـ

 

[1] ينظر على سبيل المثال: مجموع فتاوى ابن تيمية (19/ 64)، فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (1/94)، مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لابن باز (4/333).
[2] أخرج ابن أبي شيبة- ت الشثري- (25052) عن ابن عباس قال: إذا عَسُر على المرأة ولدها، فيكتب هاتين الآيتين والكلمات في صَحفة، ثم تُغسل فتُسقى منها: بسم الله الذي لا إله إلا هو الحليم الكريم، سبحان الله رب السموات السبع ورب العرش العظيم، {كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا} [النازعات: 46] {كَأَنَّهُمْ ‌يَوْمَ ‌يَرَوْنَ ‌مَا ‌يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلَاغٌ فَهَلْ يُهْلَكُ إِلَّا الْقَوْمُ الْفَاسِقُونَ} [الأحقاف: 35].
[3] ينظر: الإتقان في علوم القرآن- ط المجمع- (6/ 2111).
[4] زاد المعاد -ط المجمع- (4/ 528).