الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:
فالعلاج بكتابة بعض الآيات على ورق أو صحون، ثم محوها في ماء وشربه فقد كان مشايخنا يرخِّصون فيه[1]، وقد يفعله بعضهم، ويروون في ذلك أثرًا عن ابن عباس[2]، ولكن الشأن في الكاتب وما يكتب؛ فإذا كان ثقة، وذا بصيرة في دينه، ويكتب من الآيات ما دلَّت السنة على تخصيصها[3]؛ كالفاتحة، وآية الكرسي، وآخر آيتين من البقرة، وآخر سورة الحشر، وسورة الإخلاص والمعوِّذتين، والآيات التي فيها تعويذٌ، لذلك أقول: لا حرج على والدتك ما تفعله من الاستشفاء بالماء المنقَّع في هذه الأوراق، وإن تيسَّر الاقتصار على الرقية على ماء أو عسل من بعض الصالحين الذين يُرجى استجابة دعائهم؛ فعندي أنه أولى، قال ابن القيم رحمه الله: “ورخَّص جماعة من السلف في كتابة بعض القرآن وشربِه، وجَعْلِ ذلك من الشِّفاء الذي جَعَلَ الله فيه”. انتهى من “زاد المعاد”[4]. والله أعلم.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في 13 ربيع الآخر 1445هـ