الرئيسية/فتاوى/حكم الحكاية عن الله بالشعر أو النثر

حكم الحكاية عن الله بالشعر أو النثر

السؤال :

فضيلة الشيخ: ما حكم مثل هذه الأبيات المتضمِّنة الحكاية عن الله تعالى:

تَذَكَّر جَمِيلِي فِيكَ إِذْ كُنْتَ نُطْفَةً … وَلا تَنْسَ تَصْوِيرِي لشَخْصِكَ في الْحَشا

 وَكُنْ وَاثِقًا بِي في أُمُورِكَ كُلِّها … سأَكْفِيكَ مِنْهَا ما يُخافُ ويُخْتَشَى

 ‏وَسَلِّمْ إليّ الأمْرَ واعْلَمْ بأنني … أُصَرِّفُ أحْكَامِي وأَفْعَلُ ما أشا  ؟[1]

 

الحمد لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمد، أما بعد:

فهذه الأبيات معناها مِن فِعل الله سبحانه وتعالى؛ فمعناها حقٌّ، لكن لا تجوز إضافتها إلى الله قولًا، وإن كان سياقها يُفهِم ذلك، ولبعض أهل العلم المقتدى بهم كابن القيم نظير هذا الأسلوب[2]، كما في كتابه “مفتاح دار السعادة”[3]، وقد يكون هذا الأسلوب من كلامهم نظمًا، والغالب أنه يكون نثرًا، وفي كتب الوعظ كذلك شواهد عديدة[4]، ولكن من يستعمله يقول: إنَّ هذا على لسان القدر[5]، ولا يقول: قال الله، ولا: على لسان الله، وعليه أقول: إنه لا حرج في نظم هذه الأبيات ونظائرها وحفظها، لكن لا يعجبني التوسع في ذلك؛ لأن أكثر الناس لا يفهمون معنى لسان القدر، فإذا سمعوا مثل ذلك يحسبون أن القائل هو الله تعالى. والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 21 جمادى الأولى 1445هـ

 

[1] أنشدها ابن عجيبة في البحر المديد في تفسير القرآن المجيد (1/323).

[2] ينظر على سبيل المثال: مدارج السالكين (1/302-304)، (1/464)، وبدائع الفوائد (3/1198)، والنونية (2/451 رقم1697)، (3/1015 رقم ٥٤٨٨).

[3] (1/26).

[4] ينظر: على سبيل المثال: التبصرة (ص272)، والمدهش (ص77)، وبحر الدموع (ص13).

[5]  ويسمى أيضًا لسان الحال ودلالة الحال. ينظر: درء التعارض (10/200-201)، ومجموع الفتاوى (12/405-406).