الرئيسية/فتاوى/هل من دفع التأمين لشركة وهمية عبر بطاقة صديقه يلزمه تعويض صديقه

هل من دفع التأمين لشركة وهمية عبر بطاقة صديقه يلزمه تعويض صديقه

السؤال :

أحسن الله إليكم سماحة الشيخ، كنتُ سعيتُ في توفير تأمين إلزاميٍّ لمركبتي، وجلست مع صديق لي سبق له أن عمله لمركبته، وسألته عن ذلك فقال: (الآن سأفتح لك في جوالي مواقع توفر التأمين)، ثم فتحها لي فعلًا، وعرض عليَّ المتوفر من العروض على الأسعار، فاخترتُ أحدها، ثم جاءت مرحلة دفع الثمن بالجوال، فقلت له: (أدخل بيانات بطاقة الصراف الخاصة بي حتى يُخصم الثمن منها)، فأبى، وقال: (نحن أصدقاء، وجوالي فيه بطاقة الصراف الخاصة بي، فسيُحسم منها الثمن، ثم حوِّل لي نفس المبلغ من حسابك)، وبالفعل خُصم منه المبلغ، ثم اكتشفنا لاحقًا أنَّ الشركة مزيفة، وأنَّ الثمن قد سُرق، ولم نتمكن من استعادة المبلغ؛ لكون الفاعل خارج البلاد، ثم أصبح صاحبي يطالبني بالمبلغ. فهل يلزمني ذلك؟

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فالذي أرى أن على طالب التأمين الذي طلب من صديقه أن يسدِّد عنه ما تطلبه شركة التأمين، ثم تبيَّن أن الشركة وهميَّةٌ، وقد ذهب المالُ الذي دفعه الصديق، أرى أن على طالب التأمين أن يسدِّد لصديقه ما دفعه لهذه الشركة الخائنة؛ لأن طالب التأمين هو الذي اختارها، وليس للصديق ذنبٌ، بل هو محسنٌ، ولو أن طالب التأمين هو الذي دفع النقود للشركة لذهبت عليه، وليس له أن يحمِّل غبنَه صديقَه، فما على المحسنين من سبيل، وما جزاء الإحسان إلا الإحسان. والله أعلم.

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 24 جمادى الأولى 1446هـ