الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أما بعد:
فمن الطرائق الشيطانية في هذا العصر التي دخلت على بعض المسلمين بسبب التواصل مع الكفار والمشركين طريقة يقال لها: (اليوغا)، والذي بلغني عنها أنها نوع من الرياضات التي اخترعها الشيطان لأوليائه، يزعم المحترفون لها أنها تحقق لمن يقوم بها نوع اتحاد مع الإله، ومن أهم ما يدخل في تطبيقاتها السجود للشمس، والإقبال عليها بالروح والبدن، وهذا من أشهر وأقدم أنواع الشرك، وقد ورد ذكره في القرآن والسنة كما جاء في قصة الهدهد مع سليمان حين أخبره عن ملكة سبأ؛ قال: وَجَدْتُهَا وَقَوْمَهَا يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ مِنْ دُونِ اللَّهِ [النمل: 24]، ولهذا جاء النص في النهي عن السجود للشمس والقمر في قوله تعالى: لَا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلَا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ [فصلت: 37].
كما جاء النهي في السنة عن الصلاة عند طلوع الشمس، وعند غروبها، وبيَّن النبي –صلى الله عليه وسلم- سبب ذلك في قوله عن الشمس: إنها تطلع بين قرني شيطان، وحينئذ يسجد لها الكفار[1]، وقال مثل ذلك في الغروب، وقد كتب بعض علماء المسلمين تعريفًا لطريقة “يوغا”، وحذروا منها، وبيَّنوا ما فيها من المفاسد الاعتقادية والبدنية، ومما ذكروا عنها أنها تسربت إلى المسلمين من بعض الطوائف الوثنية في الهند، وأقول: إن الهند محضن لكثير من الوثنيات في الماضي والحاضر.
فعُلم مما تقدَّم أن الطريقة الرياضية “يوغا” أنها مشتملة على الشرك الصراح، فلا يجوز التهاون في أمرها، بل يجب إنكارها أشد الإنكار، ومَن يروِّج لها لما يُدعى فيها من الفوائد هو ضال أو كافر إن كان يعلم ما تتضمنه من عبادة الشمس، ومن العجب أن يشيد بها بعض المسلمين، ويهوِّن من أمرها، حتى أن منهم من يقول: يمكن القيام بتطبيقها من غير اعتقاد لما فيها من الباطل، وهذا تلبيس من الشيطان لنشر الشرك بين أهل التوحيد؛ فيجب التنبه لهؤلاء المخادعين المخدوعين، وليس هذا بعجيب مع جهل كثير من المسلمين بدينهم، وما يناقضه من الاعتقادات أو الأفعال الكفرية والشركية؛ فالحذر الحذر يا عباد الله، فإن الذي يروج لهذه الرياضة المزعومة يخرج من دينه وهو لا يشعر، ولمزيد المعرفة بحقيقتها وحكمها في الإسلام: يُرجع إلى موقع “الإسلام سؤال وجواب”[2]، هذا ونسأل الله أن يلهمنا الصواب، ويجنبنا خطوات عدونا الشيطان، ويعيذنا من شره، ويتوب علينا إنه تعالى هو التواب، والله أعلم، وصلى الله على نبينا محمد.
أملاه:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
حرر في يوم الأحد الرابع والعشرين من شهر ربيع الآخر من عام ستة وأربعين وأربعمئة وألف
[1] أخرجه مسلم (832) من حديث عمرو بن عَبَسَة رضي الله عنه.
[2] وعنوان الفتوى: “اليوجا، أصلها، وحكم ممارسة رياضتها”. وينظر: حركة العصر الجديد لهيفاء الرشيد (ص473)، وللاستزادة: اليوغا في ميزان النقد العلمي لفارس علوان.