لا لا ما يقولون دوام فاعليّة، الله لم يزل فعّالاً لما يريد، لكن مسألة القلم في بعض أهل السُّنَّة مِن المتأخِّرين أو غيرهم مَن يجزم بأنّه أوّل المخلوقات، طيّب أوّل المخلوقات جاءَ في الحديثِ (أوّل ما خلق الله القلم) قال له "اكتبْ" وكان عرشُه على الماء.
في الحديث: (قدَّرَ اللهُ مقاديرَ الخلقِ قبل خلق السماوات والأرض)، فهذه مسألة تتعلّق برواية هذا الحديث، بعضهم يرويه برفع "الأوّل والقلم": (أوّلُ ما خلقَ اللهُ القلمُ)، هذه رواية، هذه يتمسّكُ بها مَن يقول بأنّ القلمَ هو أوّلُ المخلوقاتِ.
ثمّ على هذه الرواية يجيبُ المخالفون بأنّ هذا إخبارٌ عن أوّل ما خلق الله مِن هذا العالم، لا أنّه أوّلُ ما خلقَ الله مطلقًا، وأن الله قبلَ خلق القلم كان مُعطَّلاً طوال الأزل، يعني الأزل ما معناه؟ المدى البعيد الَّذي لا نهاية له، يعني منذُ خلقَ اللهُ السمواتِ والأرضَ إلى اليوم ما نسبته إلى الأزل؟ ليس بشيء، لأنّ ما يتناهى إذا نسبته لما لا يتناهى: فإنّه لا يساوي شيئًا.
ولكن الرواية الّتي أشارَ إليها ابنُ القيِّمِ هي رواية النَّصب: (أوَّلَ ما خلقَ اللهُ القلمَ قالَ..)، يعني في أوّلِ ما خلقَ اللهُ القلمَ قال له، فأوّلَ: ظرف، والقلم: مفعول به، فلا يدلُّ على أنّ القلمَ هو أوّلُ المخلوقات .