الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله على محمَّد، أمَّا بعد:
فالواجبُ على مَن يستطيع صيام رمضان أن يصوم ؛ لأنَّ الله كتبه على المؤمنين، وقد رخَّص سبحانه وتعالى لِمَن كانَ مريضًا بالفطر ثم القضاء ؛ لقوله تعالى: فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ [البقرة:184]، وهذا الحكمُ خاصّ بالمريض الذي يُرجى برؤه، أمَّا المريض الذي لا يُرجى برؤه فحكمُه أن يطعمَ عن كلّ يومٍ مسكينًا، لقوله تعالى: وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ [البقرة:184]، كما جاء عن ابن عباس في تفسير هذه الآية أنَّها في الرَّجل والمرأة الكبيرين لا يستطيعان الصيام [1] .
وألحقَ العلماءُ بالقياس على الكبير المريضَ الذي لا يُرجى برؤه [2] ، كهذه المرأة، وكلٌّ مِن الصّيام والإطعام الواجبين مشروطٌ بالاستطاعة ؛ لعموم قوله تعالى: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [التغابن:16]، فهذا المرأة التي لا تسطيع الصّيام لمرضها المستديم، ولا تستطيع الإطعام لفقرها ؛ لا شيء عليها ؛ لأنَّها لا تجد ما تطعمه الفقيرَ، وقد قال تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:286]، والله أعلم.
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في 15 رمضان لعام 1439هـ