الرئيسية/فتاوى/تفسير آية إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحجيم
share

تفسير آية إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحجيم

السؤال :

أشكلَ عليَّ قولُ عيسى -عليهِ السَّلامُ-: {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [المائدة:118] ما وجهُ ذكرِ المغفرةِ لِمَن اتَّخذَ عيسى -عليهِ السَّلامُ- وأمُّهُ إلهينِ مع الله ؟

لا لا، ليسَ هو يعني مَن اتَّخذه وأّمه إلهينِ، كلامٌ عامٌّ، قولُ عيسى -عليه السَّلام- هذا عامٌّ ما هو، بالعبادِ إجمالاً، إجمالاً، ما هو يعني الَّذين قالوا: إنَّ عيسى وأمَّه، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ [117-118] .
وإنْ كانَ الكلامُ كأنَّه راجعٌ إلى مَن تقدَّمَ، مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلَّا مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ ، فمِن اتَّخذَه وأمَّه إلهينِ مِن دونِ اللهِ فهؤلاء لا تُبدَى لهم المغفرةُ قطعًا، فكلامُه يعني: كلامُ المسيحِ -عليه السَّلامُ- أن دعوته هكذا، دعوتُه عامَّةٌ، أمرَ النَّاسَ بعبادةِ اللهِ وحدَه لا شريكَ له، ويذكرُ أنَّه لم يزلْ يعني شهيدًا عليهم مدَّةَ وجودِه بينَهم.
ثمَّ ذكرَ سنَّتَه في عبادِه، سنَّةُ اللهِ في عباده أنَّه يعذِّبُ مَن يشاءُ ويغفرُ لِمَن يشاءُ، كما في.. شواهدُ هذا المعنى في القرآنِ كثيرٌ، "يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ واللهُ غفورٌ رحيمٌ".