ما هي القاعدة الصَّحيحة في الشّدَّة واللين في محاورة أهل البدع؟
السؤال : ما القاعدةُ الصَّحيحةُ في الشِّدةِ واللِّينِ في محاورةِ أهلِ البدعِ؛ لأنَّ ابنَ القيِّمِ –رحمه الله- أحيانًا يشتدُّ على أهلِ الضَّلالِ وأحيانًا لا يشتدُّ عليهِم؟
الجواب : يعني الدَّاعي على بصيرةٍ يُعامِل خصمَهُ بحسبِ ما يقتضيهِ المقام، ففي حالِ يعني تعصُّب هؤلاء ومُنَابَذتِهم يشتدُّ عليهم، وفي المسالمة يلينُ لهم، والله تعالى قال لموسى وفرعون [قصد الشيخ: هارون] : فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44]، لكن لما قال فرعون: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا [الإسراء:101]؛ قال له: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [الإسراء:102]، فلما أنَّه تعدَّى وطغَى ورمَى موسى بأنَّه مسحورٌ ردَّ عليه ردًّا أيضًا مماثلًا، لما قال له: إِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا مُوسَى مَسْحُورًا * قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنْزَلَ هَؤُلَاءِ إِلَّا رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ بَصَائِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُورًا [الإسراء:101،102].