هذا حديثٌ مشهورٌ رواهُ التِّرمذيُّ -مرَّ علينا آنفًا- وقالَ: إنَّه حسنٌ صحيحٌ، ومعناهُ هو مقتضى الأدلَّة العمليَّة من.. هو مقتضى دلالةِ القرآنِ، ودلالةِ السُّنَّةِ، (ما بينَ المشرقِ والمغربِ قِبلةٌ)، وهذا بالنِّسبةِ لأهلِ المدينةِ ومَن على سمتِهم شمالًا وجنوبًا، ولهذا قالَ عليه الصَّلاة والسَّلام -كما مرَّ في كلامِ ابنِ كثيرٍ- قالَ -عليه الصَّلاة والسَّلام-: (لا تستقبلُوا القبلةَ بغائطٍ ولا بولٍ ، ولكنْ شرِّقُوا أو غرِّبُوا)، فعُلِمَ أنَّ مَن شرَّقَ في حالِ قضاءِ الحاجةِ فقد انحرفَ عن القِبلةِ .
القارئ: وإذا كانَ الجوابُ: نعم ؛ فما وجهُ اختلافِ العلماءِ في هل يجبُ إصابةُ العينِ أو الجهةِ للكعبةِ ؟
الجواب: سبحانَ الله! أهلُ العلمِ لا يختلفون إلَّا بسببِ اختلافِ الفهومِ واختلافِ الأدلَّةِ، تقدَّمَ مرَّ علينا قوله -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في الكعبةِ: (هذهِ هيَ القِبلةُ) .