الرئيسية/فتاوى/هل تفسير سعيد بن جبير الكرسي بالعلم يعتبر تأويلا
file_downloadshare

هل تفسير سعيد بن جبير الكرسي بالعلم يعتبر تأويلا

السؤال :

هل تفسيرُ سعيدِ بن جبيرٍ للكرسيِّ في قولِهِ تعالى: وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ [البقرة:255]، بالعلمِ كما في صحيحِ البخاريِّ، يُعتبَرُ تأويلًا ؟

لا، يُعتبَرُ رأيًا آخرَ، يُعتبَرُ رأيًا آخرَ، وهو أقربُ إلى أن يكونَ تأويلًا؛ لأنَّهُ خلاف.. يعني في الحقيقة العلم، الكرسيُّ أقربُ إلى أنْ يكونَ شيئًا مخلوقًا مِن أنْ يكونَ صفةً لله تعالى، وتفسيرُهُ بالعلمِ تفسيرٌ لهُ بصفةٍ مِن صفاتِ اللهِ، والآثارُ تدلُّ على أنَّ الكرسيَّ شيءٌ مخلوقٌ قائمٌ بنفسِهِ، واللهُ أعلمُ .

طالب: يا شيخ مثل هذه الأقوال على إمامة التابعين في لغة العرب كيف تُخرَّجُ؟ يعني كلمة “الكرسي” من جهة اللغة يعني هل لها صلة بالعلم ؟
الشيخ:
أقول: مَن فسَّرَه بالعلم نظرَ إلى معنى “وسعَ” ، وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وأنَّ العلمَ هو الَّذي وسعَ السَّمواتِ والأرضَ وغيرهما، العلمُ أوسعُ ما يكونُ مِن صفاتِ الله، إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ [الأنفال:75]، فأوسعُ الصِّفاتِ هو العلمُ؛ رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا [غافر:7].
وكذلك تفسيرُهُ بالعرشِ لعل هذا أقربُ مِن تفسيرِهِ بالعلمِ، والمعروفُ والمشهورُ عندَ أهلِ السُّنَّةِ أنهَّ كما جاءَ عن ابنِ عبَّاسٍ أنَّه موضعُ القدمين، واللهُ أعلمُ .