الرئيسية/فتاوى/حكم عبارة اجعل التفكير إيجابيا وسيغير القدر
file_downloadshare

حكم عبارة اجعل التفكير إيجابيا وسيغير القدر

السؤال :

ما حكمُ هذا الكلامِ: "القَدَرُ لهُ علاقةٌ كبيرةٌ بكلامِنا وأفكارِنا" واستدلَّ بحديثِ الَّذي زارَهُ النَّبيُّ -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- وقالَ لهُ: (لا بأسَ، طهورٌ إنْ شاءَ اللهُ) فقالَ: "بل هيَ حمَّىً تفورُ على شيخٍ كبيرٍ.." إلى آخرِ الحديثِ ساقَهُ، ويقولُ: "اجعلْ تفكيرَكَ إيجابيًّا وكلامَكَ إيجابيًّا وسيتغيَّرُ القدرُ" انتهى الكلامُ .

قدرُ اللهِ شاملٌ لكلِّ أحدٍ، لأقوالِ النَّاس وأعمالِهم وأحوالِهم وكلُّ ما يجري في هذا الوجودِ فهو جارٍ بقدرِ اللهِ، وأمَّا دعوى: "اجعلْ كلامَكَ إيجابيًّا وقولَكَ إيجابيًّا ويتغيَّرُ القدرُ" هذا كلامٌ مجمَلٌ، يُوهِمُ أنَّ القدرَ يتغيَّرُ، يعني: المكتوبُ في اللَّوحِ المحفوظِ أنَّه يتغيَّرُ.
وأمَّا أنَّ القولَ قد يكونُ سببًا في القدرِ، الكلامُ مِن القدرِ، والأقدارُ تُدافَعُ بالأقدار، ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ [فصلت:34]، فالأقدارُ تُدافَعُ بالأقدارِ، الأقدارُ الأسباب، السَّببُ قدرٌ والـمُسبَّبُ قدرٌ، كما يشهدُ لهذا حديثُ الرُّقيةِ، قيلَ: يا رسول الله هل تردُّ مِن القدرِ شيئًا؟ قالَ: (هيَ مِن قدرِ اللهِ)، الرُّقيةُ مِن قدرِ اللهِ فهي سببٌ مِن أسباب الشِّفاءِ والعافيةِ، والأقدارُ المكروهةُ تُدافَعُ بالأقدارِ النَّافعةِ، فالجوعُ يُقاوَمُ بالطَّعامِ والعطشُ بالشُّربِ، ويُتَّقَى البردُ بالأسبابِ المعتادة وهكذا، فكلمةُ هذا القائلِ مُجمَلةٌ، يعني التَّعبيرُ بتغييرِ القدرِ كلامٌ مجمَلٌ يحتملُ حقًّا وباطلًا .

طالب: "الْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ" هذا قد يُفهَمُ منهُ .. 
الشيخ:
يعني قد يصادفُ قدرًا، "الْبَلَاءُ مُوَكَّلٌ بِالْمَنْطِقِ"، المنطقُ فيه خيرٌ وشرٌّ، فمَن تكلَّمَ بالباطلِ فهو حريٌّ بألَّا يُوفَّقَ وأنْ يُصابَ ويُبتلَى، لكنَّه هذا مثل يقولونه أنَّه قد يتكلَّمُ الإنسانُ بشيءٍ فيصادفُ قدرًا فيقعُ فيه نفسُ ما تكلَّمَ به ينزلُ به .