الرئيسية/فتاوى/حكم الدعاء بدعوة إبراهيم عليه السلام واجعل لي لسان صدق في الآخرين
share

حكم الدعاء بدعوة إبراهيم عليه السلام واجعل لي لسان صدق في الآخرين

السؤال :

هل يصحُّ الدُّعاء بدعوة إبراهيم عليه السَّلام: وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ [الشعراء:84] ؟ أو أنَّ ذلك خاصٌّ بالأنبياء، وهو لغيرهم مِن طلب الثَّناء، وداخلٌ في الرّياء ؟

 

الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده ؛ أمَّا بعد :

فإنَّ "لسانَ الصّدق" هو الثَّناءُ بحقٍّ، وقد جاءَ في هذا المعنى أنَّه مِن عاجلِ بشرى المؤمن أن يُثنى على عملٍ يُخفيه فيُظهره الله على ألسنةِ الصَّالحين بالثَّناء عليه به، وفي صحيح مسلم عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- قال: قيلَ لرسول الله -صلَّى الله عليه وسلَّم-: أرأيتَ الرَّجلَ يعملُ مِن الخيرِ، ويحمدُهُ النَّاسُ عليه؟ قالَ: (تلكَ عاجلُ بُشرى المؤمنِ).

ولسلفِ هذه الأمَّة مِن الصَّحابة والتَّابعين وأئمة الهدى مِن لسان الصّدق ثناءً ودعاءً ما هو معلومٌ، وعليه؛ فلا مانعَ مِن الدُّعاء بدعاء إبراهيم: وَاجْعَل لِّي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ *  وَاجْعَلْنِي مِن وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ [الشعراء:84-85]، وقوله: رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ [إبراهيم:41]، والله أعلم .

 

أملاه:

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في اليوم السادس من شوال 1436هـ