الرئيسية/فتاوى/الحكمة من جمع لفظ الظلمات وإفراد النور
share

الحكمة من جمع لفظ الظلمات وإفراد النور

السؤال :

لدي سؤال يدورُ حول قوله تعالى: وَجَعَلَ الظُّلُماتِ وَالنُّورَ [الأنعام:1] حيث قال أحدُ العلماء: "جمَعَ لفظَ (الظُّلمات) ووحّد لفظ (النُّور) لكونه أشرف". هل ارتباطُ الإفراد بالتَّشريف له أصل في العربيَّة أو له نظائر في كلام العرب؟ وهل يمكن الاستدلال لهذا القول ببيت المتنبي مثلًا لمَّا قالَ مادحًا سيفَ الدَّولة في عيد الأضحى :

فَذا اليَوْمُ في الأيّامِ مثلُكَ في الوَرَى    كمَا كنتَ فيهِمْ أوْحداً كانَ أوْحَدَا

 

الحمدُ لله، والصَّلاة والسَّلام على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه أجمعين؛ أمَّا بعد :

فإنَّ المعنى الذي ذكره المفسِّرون في حكمة جمع "الظُّلمات" وإفراد "النُّور" راجعٌ إلى أنَّ الظُّلمات طرائقُ الباطل، وهي كثيرة، والنُّور طريقُ الحقِّ، وهو واحد، كما قال تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ [الأنعام:153]، قالوا: وأمَّا المراد بقوله تعالى: سُبُلَ السَّلامِ [المائدة:16]؛ فالمرادُ بها شرائع الإسلام، وأمَّا ما ذكرتَه مِن قول بعضهم أنَّ إفراد "النور لشرفه": فمجرَّدُ الإفراد لا يفيدُ الشَّرف في اللغة العربية، وأمَّا الذي يفيدُ الشَّرف فهو الوصفُ بالوحدة، كما يقال: وحيدُ عصرِه، وفلانٌ أوحدُ أهلِ زمانه، والله أعلم .

 

قال ذلك :

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

حرر في 5 محرم 1435هـ