الرئيسية/فتاوى/حكم الضوابط التي يضعها الحفاظ لتثبيت حفظ متشابه القرآن
file_downloadshare

حكم الضوابط التي يضعها الحفاظ لتثبيت حفظ متشابه القرآن

السؤال :

ما حكمُ الضَّوابطِ الَّتي يضعُها بعضُ الحُفَّاظِ لتثبيتِ الحفظِ، فمثلًا: إنْ كانَ الحرفُ الأوَّلُ مِن اسمِ السُّورةِ فيهِ نقاطٌ يكونُ بدايتُها “يُسَبِّحُ”، وإذا كانَ الحرفُ الأوَّلُ مِن اسمِ السُّورةِ ليسَ فيهِ نقاطٌ يكونُ بدايتُها “سَبِّحْ”، وقولُهُ: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ مذكورةٌ في أربعِ سورٍ مجموعةٌ بقولِنا: غفرَ اللهُ للحجِّ محمَّدِ يوسفَ ؟

لا مانعَ منها، الشَّيءُ الَّذي يُعينُ على الحفظِ لا بأسَ بهِ، إمَّا بإشارةٍ أو بعلامةٍ من العلاماتِ هذا لا بأسَ به إنْ شاءَ اللهُ، يعني كثيرٌ من الحفَّاظِ يتَّخذُ له وسائلَ يُثبِّتُ بها حفظَه ويتذكَّرُ مثل: “فلمَّا” و “ولمَّا”، وأشياءُ أخرى، وبعضُهم يضبطُ بعضَ المتشابهِ في القرآنِ ببعضِ النَّظْمِ، نظمٌ، نظمُ الكلماتِ مثل ما في سورةِ البقرةِ والأعرافِ من قولِهِ سبحانَهُ وتعالى: فَبَدَّلَ الَّذِينَ ظَلَمُوا قَوْلًا غَيْرَ الَّذِي قِيلَ لَهُمْ فَأَنْزَلْنَا عَلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا [البقرة:59]، وفي الأعرافِ: فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِجْزًا مِنَ السَّمَاءِ بِمَا كَانُوا يَظْلِمُونَ [الأعراف:162]، وفي البقرةِ: يَفْسُقُونَ [البقرة:59]، فينظمونَ هذهِ الكلماتِ وتعينُ الحافظَ على ضبطِ الآياتِ، وفي هذا منظوماتٌ كثيرةٌ .

طالب: شيخَنا التَّلوينُ، وضعُ ألوانٍ على الآياتِ، تظليلٌ بالأصفرِ والأخضرِ مِن أجلِ ضبطِ الآياتِ، يعني مثلًا نظلِّلُ باللَّونِ الأحمرِ والأخضرِ والأصفرِ نلوِّنُ هذهِ الآيةَ بكذا، ونُلوِّنُ الآيةَ هذهِ بكذا للتَّمييزِ بينَ الآياتِ؟

الشيخ: إذا كانَ يعني فعلًا أنَّه يعينُ فكلُّ ما.. فالعبرةُ بالغاياتِ، ولكن عندي أنَّ تركَ التَّلويناتِ هذه هو الأولى لأنَّه يُخرجُ هيئةَ المصحفِ عن كتابةِ الصَّحابةِ -رضيَ اللهُ عنهم-، الصَّحابةُ كتبوه ولم يجعلوا فيه هذهِ الألوانَ، وإن كانَ لـمَّا كتبُوه لم يكنْ منقوطًا ولا مشكولًا بالشَّكلِ، ثمَّ وُجِدَ بعدَ ذلك النَّقْطُ والشَّكلُ واعتمدَه المسلمونَ في حفظِ القرآنِ وكتابةِ المصحفِ، فالنَّقْطُ والشَّكلُ هو من وسائلِ ضبطِ الكلماتِ .