جدول المحتويات
القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين، قالَ الشيخ عبد الرحمن العمر -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "الدين الحق":
الإيمان
[أركان الإيمان]
الشيخ: يقول أهلُ العلم: إنَّ الناسَ جميعًا هم أمةُ الدَّعوة، والذين شَهِدوا أنَّ محمدًا رسولُ الله أمةُ الإجابة، أمةُ الإجابة هم مَنْ شهدوا أن محمدًا رسولُ الله، وأمةُ الدعوة جميعُ الناس، لقولِه عليه الصلاة والسلام: وبُعثتُ إلى الناسِ كافَّة، نعم، فهؤلاء أُمة الدعوة، فاليهودُ والنصارى من أمة الدعوة؛ لأنَّهم مَدعوون ومطالبونَ باتباع الرسول –صلى الله عليه وسلم-، قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا [الأعراف:158].
القارئ:
[كفر من لم يؤمن بالنبي صلى الله عليه وسلم]
الشيخ: وهكذا كلُّ مَنْ كذَّب رسولًا فهو مُكذِّبٌ لجميعِ الرسل كما قال تعالى: كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ [الشعراء:105] كَذَّبَتْ عَادٌ [الشعراء:123] كَذَّبَتْ قَوْمُ نُوحٍ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء:105] كَذَّبَتْ عَادٌ الْمُرْسَلِينَ [الشعراء:123] وقال مثل ذلك في ثمود وقوم لوط وشعيب، مَنْ كذَّبَ واحدًا مِن رسل الله كان مُكذبًا لجميعهم؛ لأنَّ دعوتَهم واحدةٌ فلا فَرْقَ.
القارئ:
الشيخ: الله أكبر، الله أكبر...
القارئ:
[الإيمان بالبعث بعد الموت]
[الإيمان بالقدر ومعناه]
[فضل الإحسان بعبادة الله في السر والعلانية]
ثم قال رحمه الله:
الشيخ: إلى هنا، تضمن هذا الفصل ذِكْرَ أركانِ الإيمان، الإيمانُ بالله وملائكتِه، وبما أنه قد تكلَّمَ عن ما يتعلَّقُ بالإيمانِ بالله بدأ بذكرِ الإيمانِ بالملائكةِ والكتبِ والرسلِ والبعثِ بعد الموت وبالقَدَرِ، وبيَّنَ أنه يجبُ الإيمانُ بذلك كله، الإيمانُ بملائكة الله وهم مِن عالَم الغيبِ، على ما جاء في الكتاب والسنة، والإيمانُ بجميعِ الرُّسل مِن أولِهم إلى آخرِهم وخَصَّ النبيَّ -صلى الله عليه وسلم- بتعريفٍ خاصٍّ؛ لأن ما يجبُ علينا لنبينا أعظمُ مما يجبُ علينا لسائرِ الرُّسل، فرسالتُه خاصَّةٌ بنا، فيجبُ له مِن الإيمانِ به ومحبتِهِ وتعظيمِه فوقَ ما يجبُ لغيرِه مِن النبيين والمرسلين –عليهم الصلاة والسلام- ولا سيما أنَّه سيِّدُ ولدِ آدم فهو أفضلُ المرسلين وخاتَمُ النبيين صلى الله عليه وسلم.
وكذلك القرآنُ، يجبُ الإيمان بكتب الله كلها ولكن للقرآنِ خصوصية؛ لأنه مُنزَّلٌ على نبينا ونحن مُكلَّفون بما فيه، فالتوراةُ والإنجيلُ نؤمن بها لكن لا نعملُ بها؛ لأنَّها منسوخة، أما القرآنُ فإنه يجبُ الإيمان والعملُ به.
وكذلك من أصول الإيمان: الإيمانُ بالبعثِ، اليوم الآخر، كما جاء في الحديث، وكما جاء في القرآن: وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [النساء:136] وقال: وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ [البقرة:177] فأصولُ الإيمان ذُكرت في آية آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ [البقرة:285].
ومِن أصولِ الإيمانِ: الإيمانُ بالقدَر: وهو الإيمان بأن الله عَلِمَ الأشياءَ قبل أن تكون بعلمِهِ القديم وكَتَبَ ذلك في اللوحِ المحفوظ، وأنَّ ما شاء الله كان وما لم يشأْ لمْ يكنْ، وأنه خالقُ كلِّ شيءٍ، يقولُ أهلُ العلم: مراتبُ الإيمان بالقَدَر أربعة: الإيمانُ بعلمِ الله القديم، والعلمُ بكتابةِ الأقدار في اللَّوح، والثالثةُ: الإيمانُ بعمومِ المشيئة، والرابعةُ: الإيمانُ بعموم الخلق والقدرة، الإيمانُ بأنَّ الله خالق كل شيء وأنه على كلِّ شيء قدير، وثمرةُ هذا الإيمان أنْ يعلمَ الإنسان أن ما أصابَه لم يكن ليخطئَه وما أخطأهُ لم يكن ليصيبَهُ، كما يجبُ على العبدِ الرِّضى بقدَرِ اللهِ وتدبيرِه؛ لأنَّه -تعالى- حكيمٌ عَدْلٌ لا يظلمُ مثقالَ ذرةَّ.
فجزى الله الشيخ خيرًا، قف على هذا الفصل الأخير.
