الآية فُسِّرتْ بالكفرةِ الذين لا يَستجيبون، وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ، والأصلُ أن الميتَ لا يَسمعُ، هذا هو الأصل، وما دلَّ عليه الدليلُ يكون خاصًّا، مثل أنَّ الميتَ يسمعُ سلامَ المسلِّم، وجاء في الحديثِ: (إنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعالِهِمْ) هذا نستثنيهِ من الآية مِن قوله: وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ، ولكن الآيةُ الشأنُ فيها الكفارُ المصرّين على الكفر أنَّهم لا يستجيبون إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلَا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاءَ [النمل:80] فهم مُشبَّهون بالصمِّ وبالموتى، وإذا قلنا إنَّ الميتَ الأصلُ أنه لا يسمعُ كما هو الظاهرُ فما جاءَ في الأحاديثِ أنهم سمعُوا هذا مُستثنًى ومخصوصٌ، ودائمًا النصوصُ العامَّةُ يَرِدُ على بعضِها التخصيص، وهذا التخصيصُ نوعُ استثناءٍ، فنقولُ: الأمواتُ لا يسمعونَ إلا ما جاءَ الدليلُ فيه أنَّهم سمعُوا أو أنَّهم يسمعون .