ننصحكَ أن تنصحَها عن ذلك الفِكْر وهو أنَّها لا تعملُ مِن الحديثِ أو القرآن إلا ما وافقَ العقل، فالـمُحكَّمُ هو شرعُ الله لا العقلُ، فما خالفَ الشَّرعَ فهو باطلٌ ولو كان يخالفُ العقل، والعقلُ يختلفُ فيه النَّاسُ، كلٌّ له عقلُهُ، وكلٌّ يرى أن هذا هو الذي يوافقُ العقلَ، فالـمُحكَّمُ الواجبُ على المسلم والمسلمة تحكيمُ الشَّرعِ، تحكيمُ القرآن وتحكيمُ سنَّة الرَّسول عليه الصَّلاة والسَّلام، فهذا اتجاهٌ لا يجوز، وخطرٌ على الإنسان أن يجعلَ دينَهُ مُتعلِّقًا بعقلِه، فلا يدينُ إلا بما يوافق عقلَه، هذا هو اتباعُ الهوى، ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ [الجاثية:18]. ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا، وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ [الزمر:55]. وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ [الأعراف:3].
فعليك أن تنصحَها لتَعدِل عن هذا التَّوجُّهِ الخطيرِ، وكذلك مسألةُ الحجاب ينبغي أن تتفاهمَ معَها وتُبيِّنَ لها حكمةَ الشَّرعِ في الأمرِ بالحجابِ وتركِ التَّبرُّجِ، واللهُ إنَّما أمر بالحجاب صيانةً للمرأةِ ودرءً لتعرُّضِها للفتنةِ، للفتنةِ بها، فِتنتِها أو الفتنةِ بها، فالله أمرَ نساءَ نبيِّه بالقرارِ في البيوت وأمرَهُنَّ بتركِ التَّبرُّجِ وإقامِ الصَّلاة وإيتاء الزَّكاة وطاعة الله ورسولِه، وأمرَ النَّبيَّ -عليه الصَّلاة والسَّلام- أن يأمرَ النساء بأن يُدنِين عليهِنَّ مِن جلابيبهِنَّ.