الرئيسية/فتاوى/المديح في الشعر
share

المديح في الشعر

السؤال :

مِن أغراض الشعر: المديح، وهو أكثر أعراض الشعر طروقًا عند الشّعراء، وللشعراء فيه خوض كبير، وأكثرهم يقول في ممدوحه ما ليس فيه، ما بين مقلّ ومكثر، فهل هذا جائز؟ وكيف نجمع بين جواز المديح في الشعر، والنّهي الوارد عن المديح في الوجه؟ وما هي الحدود التي يباح فيها للشاعر أن يمدح فيها؟

الحمدُ لله، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد، وعلى آله وصحبه وسلّم، أمّا بعد: فما يجوز مِن المدح في حضرة الممدوح أو غيبته نثرًا: يجوز نظمًا، فإنّ الشّعر كلام؛ حَسَنه حسَنٌ وقبيحُه قبيحٌ، ومعلوم أنّ المدح متى اشتمل على باطل؛ مِن كذب، أو غلو، أو سوء قصد، أو أدى إلى انخداع الممدوح: فإنّه لا يجوز، ولا وزن للباطل وإن كثر، ﴿قُل لَّا يَستَوِي ٱلخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَو أَعجَبَكَ كَثرَةُ ٱلخَبِيثِۚ﴾[المائدة: 100]
وكثرةُ المدح في الشّعر لا تدلّ على جوازه، والمادحون إذا تعدوا حدود الشّرع في مدحهم: فلا عبرة بكثرتهم، بل هؤلاء هم أكثر الداخلين في قوله تعالى: ﴿وَٱلشُّعَرَآءُ يَتَّبِعُهُمُ ٱلغَاوُۥنَ﴾[الشعراء:224] الآيات إلى قوله: ﴿إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَانتَصَرُوا مِنۢ بَعدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾[الشعراء:227] والله أعلم، وصلّى الله وسلّم على محمّد. حرر في: 9-5-1438 هـ 

قال ذلك:
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك