الرئيسية/فتاوى/حكم تحري الصلاة على سجادة خاصة وعدم الاكتفاء بفراش المسجد
share

حكم تحري الصلاة على سجادة خاصة وعدم الاكتفاء بفراش المسجد

السؤال :

بعض المصلين يُحضر إلى المسجد سجادةً خاصة به، ويفرشها إذا أراد الصلاة مع الناس، والمساجد في بلادنا مفروشة بـ "الموكيت" النظيف، فهو اعتاد عليها بعد جائحة كورونا، والسؤال: هل يجوز له ذلك بلا حاجة؟

 

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده؛ أما بعد:

فإنَّ المتدبر لسيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه والتابعين لهم بإحسان؛ يَعلم أنهم كانوا لا يتخذ أحدهم مصلًّى يختص به في المسجد كسجادة، بل كانوا يصلون على التراب والحصى، وقد ذكر شيخ الإسلام أن فَرْشَ المساجد أمر حادثٌ في المسلمين، [1]  فكيف مَن يتخذ له سجادة يختص بها، ولا يرضى بأن يصلي كما يصلي إخوانه؟! فتحري الصلاة على السجادة الخاصة، وعدم الاكتفاء بفراش المسجد ممَّا يُنهى عنه، ولكن قد تدعو الحاجة في بعض الأحيان إلى اتخاذ السجادة؛ كاتقاء بردٍ أو رمضاء، [2]  أو رائحة كريهة في أرض المسجد أو فراش المسجد، فالحكم يرجع إلى الباعث إلى اتخاذ السجادة، فإن كان له وجه فلا حرج، وإن كان لمجرد طلب التميُّز فذلك ممَّا يُنهى عنه.

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "أما الصلاة على السجادة بحيث يتحرَّى المصلي ذلك، فلم تكن هذه سنَّة السلف من المهاجرين والأنصار، ومن بعدهم من التابعين لهم بإحسان على عهد رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، بل كانوا يصلون في مسجده على الأرض، لا يتخذ أحدهم سجادة يختص بالصلاة عليها، وقد رُوي أن عبد الرحمن بن مهدي لما قدم المدينة بسط سجادة فأمر مالِكٌ بحبسه، فقيل له: إنه عبد الرحمن بن مهدي فقال: أما علمت أن بسْط السجادة في مسجدنا بدعة" اهـ. من مجموع الفتاوى، [3]  والله أعلم.

 

أملاه:

عبدالرحمن بن ناصر البراك

حرر في 12 شوال 1444هـ

 


الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 ينظر: مجموع الفتاوى (24/206).
2 الرمض والرمضاء: شدة الحر. ينظر: لسان العرب (7/160).
3 (22/163).