الرئيسية/المقالات/بيان عن مانديلا لم التمجيد لهذا الكافر الهالك

بيان عن مانديلا لم التمجيد لهذا الكافر الهالك

بسمِ اللهِ الرّحمنِ الرّحيمِ
بيان عن منديلا "لِمَ التَّمجيدُ لِهذا الكافر الهالك ؟ ! "
 

الحمدُ لله، والصّلاة والسّلام على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه؛ أمّا بعد:
فهلك في هذه الأيام "مانديلا" الكافر، وقد قيل إنّه ملحدٌ أو نصراني، كما هو مشهور في الإعلام، وقد بادرت صحفٌ محليّةٌ وغير محليّة وقنوات عربيّة إلى تمجيده والبكاء عليه، وليس للرجل ما يُحمد عليه إلّا ما يُذكر عنه مِن تصدّيه لمقاومة العنصريّة في بلاده، وصبره على الأذى في ذلك، مع أنّه لم يتفرّد بالجهد في هذا السّبيل.
ولا يمتنع في الشّرع ذكر الكافر بما فيه مِن خصال حميدة، بل هذا مِن العدل في القول: ﴿وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا﴾[الأنعام:152]، ولكن هذا لا يسوّغ التّبجيل والتّمجيد والإطراء المشعر بالاحترام والولاء، مع تجاهل أسوأ السّيئات، وهو الكفر، وتجاهل سيّئاته في سياسة بلاده، وقد نقل بعضُ الثقات أنّه دعي إلى الإسلام فأصرّ على كفره، مما يجعل كفره أغلظ مِن كفر عوام النّصارى، فكيف إذا كان ملحدًا؟! ونَقَل الثقةُ أيضًا أنّه نشر الفساد في البلاد؛ مِن الزنا، والفجور، وشرب الخمور!

وما هذا التّمجيد -الذي طفح به الإعلام العربي لهذا الهالك- إلّا لرضى أمريكا وهيئة الأمم عنه -كما يظهر-، ولأنّه عندهم نصراني، فلو كان مسلمًا ما نال هذه الإشادة وهذا التّعظيم والتّضخيم، وقد نُسِبَ إلى بعض الكتّاب الجهّال التّرحمُ على هذا الكافر، والتّرحمُ على الكافر – وهو الدعاء له بالرحمة – أبلغ مِن الاستغفار، ولقد نهى الله نبيّه -صلّى الله عليه وسلّم- والمؤمنين عن الاستغفار للمشركين، قال تعالى: }مَا كَانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيم {[التوبة:113]، والنّصارى كفارٌ مشركون، قال تعالى: }لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ{[المائدة:73]

وهذا المترحِّمُ على الكافر إن كان يعتقدُ أنّه على دينٍ صحيح: فقد وقع في ناقض مِن نواقض الإسلام، فإن عُرِّف وأصرَّ: كان مرتدًّا، وإن كان لا يعتقد صحّة دين هذا النّصراني: فترحمُه عليه جهلٌ وضلال، وقد ارتكب محرمًا في دين الإسلام بإجماع العلماء، فاتقوا الله أيّها المسلمون، واحذروا أيّها الإعلاميون مِن زلات اللسان والقلم؛ فإنّكم مسؤولون عمّا تقولون وتكتبون: }فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ{[الحجر:92-93]. حرر في: 5-2-1435هـ

 أملاه:
عبدالرّحمن بن ناصر البرّاك