جدول المحتويات
الشيخ: الدّين الحق، الدِّينُ في القرآن يُطلَقُ على معانٍ، يُطلَقُ على الجزاءِ: مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ [الفاتحة:4]، ويُطلَقُ على الشريعة: إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ [آل عمران:19]، وكِلَا المعنيينِ جاءَ في القرآنِ في مواضعَ وَمَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ (17) ثُمَّ مَا أَدْرَاكَ مَا يَوْمُ الدِّينِ [الانفطار:18،17]، وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا [آل عمران:85]، لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6]، وهما..، لَكُمْ دِينُكُمْ الخطابُ للكفار، لهم دينٌ، لهم دينٌ لكنه دينٌ باطل، وَلِيَ دِينِ المسلم يقول: "لي دِين، لي ديني" وهو الدِّين الحق، الدين الحقُّ هو دينُ الرسل وأتباعِهم، هو الدين الحق وهو دين الإسلام، الذي هو الدِّين عندَ الله، لا يرضى دينًا سواه، إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ ، نعم يا أبو فيصل
القارئ: بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ، الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وباركَ على نبينا محمد، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعينَ، اللَّهمَّ اغفرْ لنا ولشيخِنا وللحاضرينَ والمستمعينَ. قالَ الشيخُ عبد الرحمن بن حماد العمر -رحمَهُ اللهُ تعالى- في كتابِهِ "الدِّين الحق":
الفصل الثاني: معرفةُ الرسولِ:
قالَ رحمه الله:
الشيخ: جعلَ الشيخُ البعثَ مِن توابعِ الإيمانِ بالله، ولهذا يَقْرِنُ الله كثيرًا بينَ الإيمان به وباليوم الآخر، يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ [آل عمران:114] وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ [البقرة:8]، وهذا يتضمَّنُ الإيمانَ بالمبدأِ والمعادِ، فاللهُ هو الذي بدأَ الخلقَ وهو الذي يعيدُ الخلقَ ويَبعثُهُم، فالشيخُ أخذَ على هذا التأصيل على الاقترانِ الذي بين الإيمانِ باللهِ وباليوم الآخر، ولهذا قدَّمَ الكلامَ في البعثِ على ذِكْرِ الإيمانِ بالرسولِ صلى الله عليه وسلم، والإيمانُ بالبعثِ لا شكَّ أنه داخلٌ مِن توابعِ الإيمانِ بالله؛ لأنَّ الإيمانَ بالبعث راجعٌ إلى الإيمان بكمالِ قدرةِ الله وكمالِ حكمتِه، فهو على كلُّ شيءٍ قديرٌ، إذًا فهو قادرٌ على بعثِ الأمواتِ مِن قبورِهم وإحيائُهم مرةً أخرى كما بدأَهم، والإيمانُ بالحكمةِ كذلك تقتضي ألا يتركَ الناس سُدَى، لا يأمرُهم ولا ينهاهُم ولا يجزيهم، فالجزاء هو مِنْ مُقتضياتِ الحكمة، قال الله: وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ [الجاثية:22].
وتقدَّم التنبيهُ أن الشيخ بنى هذا المؤلَّفَ على الأصولِ الثلاثة: معرفةُ اللهِ، ومعرفةُ نبيِّهِ، ومعرفةُ دِينِ الإسلام، وهي الأصول التي بنى عليها المجدِّد الإمامُ محمَّدُ بن عبد الوهاب رسالتَه المشهورة بـ "الأصول الثلاثة"، وهذه الأصول هي سمَّاها الشيخ في بعضِ المواضع، سماها الشيخُ محمد بن عبد الوهاب سماها "مسائلُ القبر"، فإنَّ الميت يُسألُ عن هذه الثلاثة: مَنْ ربُّك؟ وما دينُك؟ ومن نبيُّكَ؟ فهذه مسائل القبر.
[لا سبيل لمعرفة العبادة الصحيحة إلا من طريق النبي صلى الله عليه وسلم]
القارئ:
الشيخ: صلى الله عليه وسلم، سبحانَ مَنْ اصطفاهُ، سبحان الذي يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، فهو صفوةٌ مِن صفوةٍ، إنَّ اللهَ اختارَ.. ، جاء في الحديث إنَّ اللهَ اختارَ مِنْ بني إسماعيلَ كِنَانَةَ، واختارَ مِنْ كِنَانَة قريشًا، واختارَ مِنْ قريشٍ بني هاشمٍ واختارَني ، يقولُ عليه الصلاة والسلام: واختارَنِي مِنْ بني هاشمٍ فهو خيارٌ مِن خيارٍ مِن خيارٍ.
القارئ:
[بعث النبي صلى الله عليه وسلم نبياً خاتماً إلى الناس جميعاً]
الشيخ: أُشِيرَ إلى هذا المعنى في قوله: وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ [الصف:6]، وقالَ في الآيةِ الأخرى: يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ عِنْدَهُمْ ، يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ [الأعراف:157]، ولكنهم حرَّفوا وكتمُوا، ولا سيما اليهودُ، فإنَّ اللهَ أخبر عَنْ تحريفِهم للكتابَيْنِ وعَن الكِتمانِ، وأكثرُ ما تلاعبُوا فيه ما يتصلُ برسالة محمد -صلى الله عليه وسلم- وصفتِهِ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الْكَافِرِينَ [البقرة:89]، يعني: لعنةُ اللهُ عليهم، اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عبدك.
القارئ:
الشيخ: المناسبُ: "ختم الله به أنبياءَهُ"، لأنَّ اللهَ قال: مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ [الأحزاب:40]، فخَتْمُ النبوةِ يستلزمُ ختمَ الرسالةِ.
القارئ:
الشيخ: يعني قال الشيخ "للميلاد"؛ لأنَّهُ معروفٌ عند الناسِ التأريخ الميلادي.
القارئ: طبعاً شيخنا الشيخ كاتب ميم، ميم، بس أنا قرأتها...
الشيخ: ها؟
القارئ: كاتب ميم فقط، يعني للميلاد..
الشيخ: إي صحيح، صار رمزُ الهجرةِ "هـ"، والميلاد "م"، ولكن الحقُّ أن يُسمَّى التاريخَ الميلادي "التأريخ النصراني" حتى يُعرَف؛ لأنَّ هذا ليس مِن تأريخ، يعني بعد ميلادِ المسيحِ بكذا وكذا، وأذكرُ أنَّ في هذا خلاف، وقد قيلَ أن بينَ ميلادِ المسيح ومولدِ الرسولِ ستمائة وعشرين، ما أدري، ما في تعليق؟
القارئ: ما فيه لا، لا يوجد.
الشيخ: نعم.
[مولد النبي صلى الله عليه وسلم حدث عظيم]
القارئ:
الشيخ: كذا يذكرُ المؤرِّخون والله أعلم، هذه الحوادث، لكن لا شكَّ أن مولدَهُ، مولده يُعتبَرُ حدثًا، حدثٌ عظيم له شأن، مولدُ خاتم النبيين، بل مولدُه ومبعثُه هو أول أشراط الساعة، هو أولُ أشراط الساعة؛ لأنَّ بعثته مؤذنٌ بانقضاءِ وانصرامِ الدنيا، ولهذا يقول: بُعِثْتُ أنا والساعةُ كَهَاتَيْنِ ، وأشارَ بأصبعَيْهِ السبابة والوسطى، صلى الله عليه وسلم.
القارئ:
الشيخ: الأمةُ أُمَّتَانِ: أمةُ الدعوة كلُّ الناسِ، وأمةُ الإجابةِ هم مَنْ شهدوا أن محمدًا رسول الله، يُعرفونَ عندَ أهل العلم: بـ "أمة الإجابة"، وجميعُ الناس هم أمةُ الدعوة، ولكن أكثر ما يُطلق العلماءُ "أمةَ محمَّدٍ" على أمةِ الإجابةِ.
[كفر كل من لم يتبع النبي صلى الله عليه وسلم]
القارئ:
الشيخ: بل أخذَ ميثاقًا على كلِّ رسولٍ هو أمره أن يأخذَ على أمتِهِ الميثاق لئن بُعِثَ محمد لَيُؤْمِنُنَّ به وَلَيَنْصُرُنَهُ، وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آَتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنَ الشَّاهِدِينَ (81) فَمَنْ تَوَلَّى بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ [آل عمران:82،81].
القارئ:
الشيخ: آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ [البقرة:285]، نحن مُكلَّفونَ بأنْ نؤمنَ بجميعِ الرسلِ على وجهِ الإجمالِ، ونؤمنُ بمحمَّدٍ -صلى الله عليه وسلم- إجمالًا وتفصيلًا.
القارئ:
الشيخ: وأشهرُهم عبد الله بن سَلَام.
القارئ: قال رحمه الله:
معجزاتُ الرسولِ صلى الله عليه وسلم:
الشيخ: حسبُك، إلى هنا، اللهم صل على عبدكَ، نعم يا محمد.
الطالب: فيه [هنالك] بعض الأسئلة.
الشيخ: نعم، اللهم صل وسلم على عبدك، الله أكبر، الله أكبر.