الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
فقد أحسنت يا ابننا نواف بحرصك على أمر الصلاة، ومعرفتك بعظم شأنها، واهتمامك بأمر دينك وسؤال أهل العلم.
وأوصيك بتقوى الله، والحرص على ما ينفعك في أمر دينك، والبعد عمَّا يضرك من مَواطِن الفتن، والمبادرة بالرجوع إلى ديار المسلمين إذا انتهيت من الدراسة؛ فإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: أنا بريءٌ من كلِّ مسلمٍ يقيمُ بين أظهرِ المشركين [1] وتذكَّر أن الإنسان لا يَأمن حضور أجله وهو في تلك البلاد من غير ضرورة، وأما الصلاة؛ فصل الصلوات في وقتها الشرعي، فإن لم يُسمح لك في وقتها، فاجمع الصلاتين الظهر والعصر أحدهما للأخرى جمع تقديم أو تأخير، ولا تخرجهما عن وقتهما، وكذلك تفعل في المغرب والعشاء، وأما صلاة الجمعة فنظرًا إلى ظروفك فنرى أن الأمر فيه سعة، ومعلوم أن من لم يصل الجمعة فإنه يصليها ظهرًا أربع ركعات. والله أعلم.
قال ذلك:
عبدالرحمن بن ناصر البراك
25شعبان 1444هـ
الحاشية السفلية
↑1 | أخرجه أبو داود (2645)، والترمذي (1604) عن جرير بن عبد الله رضي الله عنه. واختلف في إرساله ووصله قال الترمذي: " وسمعت محمدًا (يعني البخاري) يقول: الصحيح حديث قيس عن النبي صلى الله عليه وسلم، مرسل "، وقال ابن دقيق في الإلمام (886): "والذي أسنده ثقة عندهم"، قال ابن الملقن: " يعني فيكون مقدَّمًا على رواية الإرسال على القاعدة المقررة ". وينظر: البدر المنير (9/162)، والإرواء (1207). |
---|