الحمدُ لله وحده، وصلَّى الله وسلَّم على مَن لا نبي بعده، أمَّا بعد :
فإنَّ مِن المعروف الثَّابت عن النَّبي -صلَّى الله عليه وسلَّم- في الصَّحيحين وغيرهما أنَّه لعنَ الواصلة والمستوصلة، الواصلة: هي التي تصلُ شعر المرأة بشعرٍ آخر، والمستوصلة: هي التي تطلبُ أن يفعلَ بها ذلك، ويُقال لها "موصولة".
وإني أرى ما ذكرته السائلة في رموش العين أنَّه حرامٌ؛ لأنَّه مِن الوصل، وبهذه المناسبة أوصي الأخوات في الله ألا يطغى على همومهن التَّجمُّل والتَّزيُّن، بل على المسلمة أن تقتصدَ في جموع أمورها، ولا يكون همها وشغلها الشَّاغل أمر الزينة والجمال، وإن كان قد جاء في الحديث: (إنَّ اللهَ جميلٌ يحبُّ الجمالَ) فالإفراطُ في جميع الأمور مذمومٌ، فكيف إذا أفضى إلى الحرام! ولتكن المسلمةُ قدوة لأخواتها بالاعتدال والتوسُّط، فلا إفراط ولا تفريط، وليكن أكبر همٍّ المسلمة بما خُلِقَتْ له مِن عبادته تعالى وتقواه، وهذا ما قامت عليه دعوة الرُّسل، قال تعالى عن إبراهيم عليه السَّلام: وَإِبْرَاهِيمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ [العنكبوت:16]، والله أعلم .
أملاه :
عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك
في 20 ربيع الآخر 1436هـ