الرئيسية/فتاوى/حكم من يفسر آيات الصفات بالتضمن دون النص على الصفة
share

حكم من يفسر آيات الصفات بالتضمن دون النص على الصفة

السؤال :

مَن يفسِّرُ آيات الصّفات دائمًا بالتَّضمُّن، ولا ينصُّ على إثبات الصّفة، فهل جانبَ الصَّواب في ذلك، مثل قوله تعالى: تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [القمر:14]: بحفظٍ منَّا، وفي بعض المواضع: بمرأى منا، ولا ينصُّ على صفةِ العينِ لله -عزَّ وجلَّ- على ما يليقُ به؟

 

الحمدُ لله، وصلَّى الله وسلَّم على محمَّد، أمَّا بعد :

فالمعتبرُ في هذا المقام هو ما يُعرفُ مِن مذهب المفسِّر؛ فإن كانَ سُنِّيًّا: فلا يضرُّه عدمُ النَّص على إثبات العينين، فهذا مفروغٌ منه عنده، فيكتفي بالمعنى المراد من هذا التَّركيب، وهو الرؤية والرعاية والحفظ، وإن كانَ مِن النُّفاة: فاقتصاره على ما تتضمَّنه الآية مِن المعنى راجعٌ إلى أنَّه لا يُثبتُ العينين، وأكثرُ مفسِّري السَّلف لا يذكرون إثبات العينين في مقام التَّفسير للآية [1] ، ولكن أهل السُّنَّة يذكرون ذلك في مقام ذكر إثبات الصّفات، فيذكرون الآية دليلًا على إثبات العينين [2] . والله أعلم.

أملاه :

عبدالرَّحمن بن ناصر البرَّاك

في 18 جمادى الآخرة 1441هـ

 


 

الحاشية السفلية

الحاشية السفلية
1 – ينظر: تفسير الطبري (22/126)، وتفسير البغوي (7/429)، وتفسير ابن كثير (7/477)، وتفسير السعدي (7/1745).
2 – ينظر: نقض عثمان بن سعيد (1/304)، وبنحوه (2/428)، والتوحيد لابن خزيمة (1/96)، ومقالات الإسلاميين (1/226)، والإبانة للأشعري (ص18، 22، 120)، وشرح أصول أهل السنة للالكائي (3/457)، والأسماء والصفات للبيهقي (2/114)، ومختصر الصواعق المرسلة (1/68)، وتوضيح مقاصد العقيدة الواسطية لشيخنا (ص85)، والتعليق على القواعد المثلى لشيخنا (ص162).