معناهُ أنَّهُ أحلَّ لكم الجماعَ في ليالي الصِّيامِ في رمضان، الجماعُ في نهارِ رمضانَ حرامٌ؛ لأنَّهُ يفسدُ الصِّيامَ، لكن في اللَّيلِ أحلَّهُ اللهُ، وهذا نزلَتْ هذهِ الآيةُ ناسخةً لحكمٍ في أوَّلِ الأمرِ، كانَ الرَّجلُ إذا نامَ وجبَ عليهِ الإمساكُ إلى الغدِ، فيمسكُ في اللَّيلِ، ثمَّ اللهُ تعالى خفَّفَ وأباحَ للمسلمِ الأكلَ والشُّربَ والجماعَ في ليالي رمضان، ولهذا قالَ: هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ … فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ [البقرة:187] يعني: كُلُوا وَاشْرَبُوا وتمتَّعُوا بنسائِكم حتَّى يتبيَّنَ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ، يعني: بطلوعِ الفجرِ.