الرئيسية/فتاوى/تعدي تأثير السحر
sharefile-pdf-ofile-word-o

تعدي تأثير السحر

السؤال :

 هل يمكن أن يصل تأثيرُ السّحر إلى غير المسحور؟ بمعنى أنّه مثلاً في سحر "الصّرف والعطف" هل يمكن إذا وقع السحر على الزّوج أن تكون الزّوجة هي التي تحبّ أو تبغض، أو العكس؟
 

 الحمد لله، الظّاهر أن تأثير السّحر إنّما يقع على المسحور، ولكن قد يتضرر به مَن تربطه بالمسحور رابطة، فيحصل له مِن المسحور مِن الأذى وأنواع الضّرر بسبب معاشرة المسحور، وعلى هذا فإذا سُحِرَ الزّوجُ لتحبيب امرأته أو ليحبّ امرأته فذلك يختص به، وحينئذ يتعلّق بها ويحبّها حبّاً مفرطاً، لأنّ حبّه لها بسبب السّحر، ليس حباً طبيعياً عادياً، ولا يلزم مِن ذلك أن تحبّه امرأته في الغالب، بل قد تبغضه وهو مفتون بها، فتعظم المصيبة عليهما معاً.
وكذلك سحر الصّرف -كما يسمونه- وهو ما يفرَّق به بين الأحبة، وهو الذي ذكره الله في قوله: {فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ}(البقرة:102)، وهذا مِن أقبح أنواع السّحر؛ لأنّه مضادٌ لما يحبّه الله ورسوله -عليه الصّلاة والسّلام- مِن الألفة بين الزوجين، ودوام عشرتهما، والشّيطان وجنوده أحرص ما يكونون على مضادة ما يحبّ الله، وهم يسعون للفساد والإفساد، وهذا سبيل الأشرار مِن الإنس والجن، كفانا الله شرهم، ووقانا خطرهم.
وقد شرع الله لعباده التعوّذ مِن شرّ كلّ ذي شرّ، ومِن السّحرة والحاسدين، كما في قوله تعالى: {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ * مِن شَرِّ مَا خَلَقَ * وَمِن شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ * وَمِن شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ * وَمِن شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ}(الفلق:1-5). والله أعلم.